بنك مصر
بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

١١ أبريل وصمة العار في جبين قرية شبر البهو ولفتة إنسانية من الدولة

 

١١ أبريل وصمة العار في جبين قرية شبر البهو ولفتة إنسانية من الدولة 1

بقلم الكاتب والمحلل السياسي
ا.عبدالرحيم ابوالمكارم حماد

١١ ابريل ٢٠٢٠ التاريخ الاسود والعار الذي يطارد ويلاحق اهالي القرية ، فالتاريخ لن يرحمكم يامتخلفين ايها الجهلة، ياوصمة عار على المجتمع الريفي المصري الاصيل ، أليس فيكم رجل رشيد

اهل القرية الجهلة المتخلفين كان يتعين عليهم أن يكونو أقرب الناس لاسرة الطبيبة المتوفية سونيا عبدالعظيم وأن يكونو أكثر التزامًا ويتحملو قدرًا أكبر من المسئولية تجاههم، فهم بحاجة إلى تعزيز دعمهم والوقوف بجوارهم في محنتهم ومصيبتهم فهم لم يختاروا قدرهم، وان الموت واحد وان تعددت الأسباب
في المواقف، بل في الشدائد ،في المصائب تعرف معادن الرجال. حينما تعصف الملمات والكوارث هناك تجد المعادن الأصيلة التي تقف مع الحق ولا تحيد عنه. حينما يهدد الوطن حينها تجد أصحاب المعادن الأصيلة في وطنيتهم في مقدمة الصفوف لا ينتظرون دعوة، ولا يرتقبون مكسباً وغنائم ، حينما يتعرض ابناء الشعب لبلاء او ازمة او ضيقة هنا تنكشف المعادن الثمينة وهذا بعيد كل البعد عن أهالي قرية شبر البهو، الذين لا يعرفون عن النخوة والمروءة ولا الشهامة ولا الرجولة ولا الانتماء شئ

في كارثة هي الاكثر الما ،هي الأكثر غرابة واكثر مصيبة واكثر عارا على المجتمع الريفي المصري الاصيل المترابط ، اجتمع أهالي شبرا البهو الجهلة المتخلفين ، حول سيارة الإسعاف التي تقل الدكتورة سونيا عبد العظيم أحد ضحايا وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19)، لمنع أسرتها من دفنها في القرية ظنًا منهم أنه من الممكن لجثمانها نقل الفيروس إلى القرية واصابتهم ودخول الفيرس لقريتهم بدفن الطبيبة بها، لعدم وعيهم وتخلفهم وثقافتهم وانسانيتهم وجهلهم بأنه يتوفي مع صاحبه، كما أن الطب الوقائي، يتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع العدوى، خلال تغسيل ودفن المتوفي، والذي كان مصاحبًا ومرافقا لأسرة الطبيبة لتنفيذ عملية الدفن، وفقًا لتعليمات القيادة السياسية ووزارة الصحة

في الأزمة تتكشف معادن البشر، وتنجلي الحقيقة، ويسقط كل ما هو زائف ومصطنع ، تبان حقيقة البشر وتسقط الاقنعة، أما صاحب المعدن الاصيل لا يحمل قناع مزيف بل وجهه مرآة لما يحمله قلبه ، وهو من تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الاعباء بمسؤلية ولا يتراجع أو يتهرب وتجده معاك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء…. مع التأكيد أن كل زمان وكل مكان لا يخلو من أصحاب المواقف الرائعة من رجال أو نساء حتى لو تكاثر أصحاب الأقنعة المزيفة

في وقتنا الراهن لا أزمة ولاكارثة ولا مصيبة يمر بها العالم أسوأ من أزمة فيرس العصر القاتل «كورونا». فيرس الرعب والقلق والاختباء في الجحور ،فيرس ووباء

ففي إحدى المفارقات المؤسفة التعيسة التي أنجبها «كورونا» للمرة الأولى، ضجت وتزاحمت مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاهد حزينة لأعداد كبيرة غفيرة من أهالي قرية شبرا البهو الجهلة المتخلفين مركز أجا بمحافظة الدقهلية ، والذين تجمهروا لمدة اكثر من 6 ساعات متواصلة يوم (السبت) الموافق ١١ابريل ٢٠٢٠ رافضين دفن الدكتورة سونيا عبدالعظيم في مدافن القرية احد ابطال الجيش الابيض ، بعد إصابتها بالفيرس اللعين؛ الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الشرطة، لفض تجمهر الأهالي والقيام بعملية دفن جثة الطبيبة

وافصح عدد من أهالي القرية المتخلفة الجهلة اثناء تجمهرهم لرفض دفن جثمان الطبيبة بالقرية أن الطبيبة سونيا عبدالعظيم، تبينت إصابتها بفيرس كورونا فور عودتها من الخارج. وأقامت بالحجر الصحي في محافظة الإسماعيلية، وتوفيت بالأمس، وقرر زوجها الدكتور محمد الهنداوي دفنها في بلده ومسقط رأسه بقرية شبرا البهو.

وأشاروا إلى أن قوات الأمن حاولت التفاوض مع المتجمهرين، إلا أنهم رفضوا كل المحاولات؛ الأمر الذي اضطر القوات إلى اتخاذ القرار الصحيح واجراء عملية الدفن والقاء القبض على بعض المتجمهرين وتقديمهم للمحاكمة

في لفتة انسانية من الدولة المصرية ومسؤوليها على عكس مافعلة اهل القرية الجهلة المتخلفين ، قام محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار، وفي لفتة إنسانية بإطلاق اسم الدكتورة سونيا ضحية كورونا على مدرسة شبرا البهو – مركز أجا ليصبح اسمها مدرسة الدكتورة سونيا عبدالعظيم عارف الابتدائية، تخليدا لذكراها وتقديرا لعطائها.

وأكد محافظ الدقهلية في تصريح صحفي أن الأطباء هم الجيش الأبيض لمصر، وخط الدفاع الأول لحماية المواطنين من الأمراض والأوبئة.

فيما أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إطلاق اسم الدكتورة سونيا عبد العظيم طبيبة قرية “شبرا البهو” والراحلة إلى ربها نتيجة إصابتها بفيروس كورونا على وحدة بالقصر العيني الفرنساوي.

فيما صرحت نقابة الأطباء في بيان لها مضمونة كالآتي:

يستنكر مجلس نقابة أطباء مصر ما حدث اليوم في جنازة الزميلة دكتوره سونيا عبد العظيم بقرية شبرا البهو في محافظة الدقهلية من اعتراض بعض الأهالي لدفن الجثمان لولا تدخل قوات الأمن الامر الذي تم علي خلفيته إلقاء القبض علي ٢٢ من أهل القرية وتوجيه النائب العام بسرعة التحقيق في الواقعة
وفي هذا الصدد تخاطب نقابة الأطباء كافة الجهات المعنية بضرورة تفعيل أقصي عقوبة بمواد القانون المصري للعقوبات الباب السابع والمواد المنصوص عليها رقم 136 و 137 بمعاقبة أي مواطن يتعدى على موظف أثناء او بسبب تأدية عمله بالحبس لمدد تترواح بين ست شهور وسنتين .
كما تطالب نقابة أطباء مصر الجهات المعنية بتقديم المحرضين للمحاكمة العاجلة، ليمثل ذلك ردعا لعدم تكرار تلك الأفعال المشينة.
ويدعو المجلس إلى تطبيق أقصي عقوبة على كل معتدي علي الاطباء في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد .
ونُجدد دعوتنا إلى مجلس النواب بضرورة إصدار قانون حماية المنشأت الطبية و قانون المسؤولية الطبية .
كما يتقدم مجلس نقابة أطباء مصر بأحر التعازي في وفاة عدد 4 أطباء حتى الأن وفي جميع الوفيات من المواطنين و ندعو الله أن يُتم شفاء جميع المصابين .
حفظ الله مصر وشعبها .
فيما علق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عبر صفحته بموقع الفيس بوك، على المشهد المتداول لرفض دفن طبيبة توفيت جراء الإصابة بفيروس كورونا، قائلا: “مشهد بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، فمن الخطورة بمكان أن تضيع الإنسانية وتطغى الأنانية، فيجوع المرء وجاره شبعان، ويموت ولا يجد من يدفنه”.
وتابع شيخ الأزهر الشريف حديثة قائلا إن إنسانيتنا توجب على الجميع الالتزام بالتضامن الإنسانى، برفع الوصمة عن المرض وكفالة المتضررين وإكرام من ماتوا بسرعة دفنهم والدعاء لهم”، واختتم بالترحم على ضحايا هذا الوباء، ورفع البلاء عن العالمين.
من جانبه قال الدكتور احمد عمر هاشم ،عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن هذا الوباء بقضاء الله وقدره وليس للبشر فيه دخل والانسان الذى يصاب بمثل هذه الامراض الخطيرة كوباء كورونا وغيره ويموت فإنه يحصل على أجر الشهيد.

من جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن التشاؤم والاستهزاء والتحقير والتنمر بالمصابين والمرضى، سلوك ذميم منهى عنه شرعا، وذلك عقب قيام بعض الأهالى برفض دفن ميت كورونا، وتدخل قوات الأمن لفض تجمهر المعترضين، وتمكين أهل المتوفى بكورونا من دفنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى