السوشيال ميديا و الكلمة أدوات بناء لا معاول هدم
بقلم مجدى قاسم
لقد تحولت و سائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل تطاول و تناحر و تفسخ و تقاتل اجتماعي على الصعيد العملي محليا و إقليميا ودوليا
وبات رواد السوشيال ميديا مفعولا بهم لا فاعلين بعد أن أدمنوا تلك الوسائل و بعد أن تم استدراجهم إلى ما لا يحمد عقباه
فمع كل تطور فى هذا المجال صار التوحد أكثر و صارت القدرة على خلق الفتن و ترويج الإشاعات و الطعن فى الأعراض والتحريض على الجريمة أعظم
* لذا علينا بالجزرة و العصا للتغلب على تلك السلبيات المقيتة أو على الأقل الحد منها قدر الإمكان من خلال غرس الضمير الحي فى كل نفس من خلال البيت و التربية و التعليم و الحض على مكارم الأخلاق عبر كل المؤسسات التعليمية و التربوية و الدينية و المجتمعية
ناهيكم عن العمل على توفير فرص أكبر للعمل الجاد المنتج فى مختلف المجالات ؛ و غرس الهوايات الفنية و الرياضية و كافة الهوايات المجدية فى نفوس النشء و الشباب بل و الجميع
* مع سن التشريعات والقوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه الإعتداء على حرية و خصوصية الآخرين
فحرية كل منا تقف عن الحفاظ على حرية و خصوصية الآخر
مع الأخذ فى الحسبان الإرتباط العضوى بين السوشيال ميدياة و الكلمة
فالكلمة أمانة يجب أن نصونها و لا نخونها !
فحول السوشيال ميديا ؛ ووسائل التواصل الاجتماعي و أمانة الكلمة نقول :
الكلمة أمانة تَحملها على عاتقك، فلا تكن أداة بيد غيرك، يستخدمك ليصل إلى أغراضه، قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]
الكلمة أمانة فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
“ولا تقفُ ما لَيسَ لكَ بِهِ علمٌ إنَّ السَّمعَ والبَصَرَ والفُؤاَدَ كُلٌّ أولئك كان عنهُ مسؤولاً”
الكلمة أمانة شديدة يا جماعة.. أمانة شديدة قوي،ممكن بكلمة تقولها تغير مسار حياة إنسان وإنت مش واخد بالك.. ممكن تعيد بناء حياته وممكن تهدها وإنت مش عارف.. اللي بيستهين بقيمة الكلمة اللي طالعة من بقه ومتصور إنها كلمة وعدت إعرف إنه إنسان شرير وحقير وبيحتقر نفسه..
متقولش عن حد إنه كذاب وإنت عارف إنه صادق،متقولش عن حد حرامي وإنت عارف إنه شريف،متقولش عن حد مخادع وإنت عارف إنه طيب.. متعملش كده علشان تحافظ على نفسك بني آدم
الكلمة أتقل أمانة على الأرض فكّر ألف مرة قبل ما تطلقها،علشان دي الحاجة الوحيدة اللي لما بتطلع مبترجعش تاني..
ولو طلعت بشر ترتد إليك بألف شر
الكلمة مسؤولية الكلمة مصداقية الكلمة امانة الكلمة تثبت الرجولة عندما تقول كلمة يجب ان تلتزم بها
لقد طغت فوضى السوشيال ميديا ؛ ووسائل التواصل الاجتماعى ؛ بمنشوراتها المتنوعة غير المنضبطة حتى طفح الكيل ؛ و بلغ السيل الزبى !
وباتت وسائل اعلان لا إعلام !
ووسائل تناحر لا تواصل!
وساد الشقاق الإجتماعى والمجتمعى من أخمص القدم لشعر الرأس !
دون النظر للعواقب والأضرار المختلفة والمتنوعة (الإجتماعية و الاقتصادية و الثقافية …….الخ )
بالنسبة للمجتمع؛ ودون الاكتراث بأى ضوابط مهنية أو اخلاقية ؛ مما يؤدى لنشر الفوضى والرزيلة وتهديد السلم المجتمعى خاصة من خلال نشر الأكاذيب والشائعات وهى من أخطر وسائل حروب الجيل الرابع التى تركز على الإطاحة بكل الثوابت وزعزعة كل الركائز المجتمعية للإطاحة بالمجتمعات ؛
فالحروب الناعمة قد طغت على الحروب الغاشمة فى تفتيت الأمم والمجتمعات فبات التركيز على البشر لا مجرد الأرض والحجر !
وبات المستهدف القلوب والالباب للوصول للغايات الدنيئة التى تسعى لها الجهات المعادية !
لذا وجب علينا مضاعفة المجهودات التوعوية فى هذا الشأن ؛ وسن وتفعيل التشريعات التى تحافظ على كيان المجتمع من الهدم ؛ وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية فالكلمات المسئولة تنشر النور ؛ والدسائس والشائعات والهرتلات تدخل القبور !
ولذا علينا الحذر كل الحذر من أنفسنا قبل غيرنا
حيث أرى أن هناك مشكلة كبيرة قد ترسخت في مجتمعنا آلا وهى التعميم، والنية الغير سوية ؛ وحب التصديق لأى مقولة سيئة !
* ولا استثني نفسي
فإذا رأيت عنوان يسيئ إلى شخص أو مهنة أو مؤسسة ؛ تجدنا نهرول نحو الخبر راغبين تصديقه قبل أن نتحقق منه، تغلبنا الرغبة في التصديق
لا أعلم لماذا ؟ !
قد يكون بغرض الانتقام لاقدر الله!
أو بغرض إقناع النفس بأنني الأوحد الأفضل ونعوذ بالله من هذا !
أو يكون الأخطر انها أصبحت سمة إجتماعية تكونت علي السوشيال ميديا تدفعنا دفعا إليها !
في حاجة غلط !
فلا ينبغى أن نكون بوقا لترديد الشائعات بحسن أو سوء نية فالكلمة ترتقى بصاحبها بالجنة أو تهوى به فى النار ؛ فلسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك !
فكن حذرا وامسك عليك لسانك.!
وكن كيسا فطنا تعمل العقل قبل اللسان !
ويحضرنى فى هذا المقام الكلمة الجامعة المانعة :
عيب
فأقول :
والله
و
بالله
و
تالله
لو أدرك كل من يعمل بمجال السوشيال ميديا ؛ ووسائل التواصل الاجتماعي المفهوم والمعنى والمغزى اللغوى والاصطلاحى والأخلاقى والدينى والقانونى لهذه الكلمة
لادرك أنه :
إذا أصيب القوم فى أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فاءن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولصلح الحال ،؛ وهدأ البال ؛ وأصبح الصلاح والفلاح قريب المنال !
فالاختلاف فى الرأى بل وفى الرؤى يجب آلا يفسد للود قضية فى إطار من الاحترام المتبادل بعيدا عن العنف والقذف ؛ بعيدا عن السب والضرب من فوق وتحت الحزام !
فالاعلامى الحق والإنسان السوى ليس بسباب ولا شتام ولا لعان !
ويتحتم علينا من الآن التمحيص والتدقيق بكينونة وماهية حروب الجيل الخامس وما يليها لنكون فيها الفعل لا رد الفعل ( لنكون فاعلين لا مفعولا بهم )!
من أجل الحفاظ على مجتمعنا راسخ مستقر لنقفز نحو مستقبل مشرق وواعد إن شاء الله وباءذن الله !
نسأل الله السلامة لمصرنا الحبيبة !
أما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض
والله الموفق والمستعان
وعليه قصد السبيل
إقرأ ايضا
- نماذج قصصية رائدة للكاتب يوسف إدريس بثقافة الدقهلية
- محافظ القليوبية يتفقد طريق خط 12 و أعمال تطوير كوبري عرابي وأعمال النظافة بشوارع مدينة شبرا الخيمة
- رؤيه جديده تليق بالجمهورية الجديدة.. ضخ دماء شابة بحزب حماة الوطن بالإسكندرية
- محافظ المنوفية ورئيس شركة المياه يضعان حجر أساس إنشاء المبني الإداري الجديد للشركة
- محافظ الشرقية يُتابع أداء ملف تقنين أراضي أملاك الدولة
ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.