بابا ونيس وتعاليمة الذهبية
بقلم: أمير الالفي
كثيرآ منا منذ نَشَّأْتنَا نشأنا على حكايات بابا ونيس وماما مايسه وجدو أبو الفضل وفي كل مرة تبدأ الحكاية ومعها نبدأ بتعاليم الحياة بمقوله
” اتفقت أنا وزوجتى على أن نربى أبناءنا على الأخلاق والقيم. لنقدمهم للمجتمع أبًا عظيما وأمًا فاضلة عظيمة ”
بتلك المقوله التي وأن دلت فتدل على القيم السامية والأخلاق الحميدة ذات أساس كل بيت مصري أصيل تبدأ الحكاية وفي كل حكاية نتعلم درسآ هامآ من دروس الحياة في القيم والمبادئ التي تنشئ جيلآ كاملآ يعي ما معني مفهوم الأخلاق وكيف أنها تراثآ هامآ لأنشاء أي جيل.
فنحن منذ حداثتنا علمنا ما هو مفهوم الأسرة المصرية السليمة في كل بيت وكيف تواجه تلك الأسرة الصعوبات في نشأ مجتع سليم ذهنيآ ومعنويآ حتى وأن كان أغلب المجتمع يسير في عكس الأتجاة الآن.
فهذا المسلسل يعد كموسوعه لا بدَّ لها من أن تدرس جيدآ على مر العصور حيث إن المسلسل يدور في نطاق أجتماعي تربوي يهدف إلى ترسيخ معني كلمه الأبوه أمام الأبناء بل والمجتمع أيضآ.
حيث إن المسلسل يواكب أيضآ الأحداث الأقتصادية من خلال تلك الحقبة الزمنية وهي أوائل التسعينيات منذ أول ظهور لأول أجزاء له.
ومع بداية كل مسلسل يأخذنا الفنان العظيم الجليل صاحب كل الفضل الفنان ” محمد صبحي ” إلى رحلة في ذلك الزمان ومابها من مواقف يومية قد تبدو أمامنا وكأنها مواقف أعتداد الناس عليها ولكنها في الأصل مواقف إذا تم دراستها جيدآ ومواكبتها بالطريقة الصحيحة لخرجنا منها بدروس بل بقيم أثرت فينا جميعآ على مر الأجيال وذلك ما أتحدث عنه يا صديقي العزيز في هذه المقاله.
فقد أرتبط الجمهور بطابور الصباح وحديث الثلاثاء وحفظوا أسماء الأبطال ” ونيس ومايسة وأبو الفضل وهدى وجهاد وعز الدين وشرف الدين “.
حتى إن الأدوار الثانوية قد حفظوا أسمائها، بل أن بعض الممثلين والممثلات التصقت بهم أسماء أدوارهم فصارت بديلة لأسمائهم الحقيقية وهذا أن دل فيدل على أرتباط تلك التعاليم مع مرور الزمن بالمجتمع الذي نحيا به.
بل جعل لكل منها هدف نسعي اليه وهو معرفه أهمية المواعيد وأرتباطنا بكلماتنا مع الآخر سواءآ كان في العمل أو في المدرسة أو في المنزل خاصآ مع أبنائنا وأحفادنا أيضآ.
ففكرة الترابط في كل يوم مع الآباء والأبناء من خلال اللقاء الجماعي سواء عند الأفطار أو قبل الذهاب إلى العمل اليومي أدي إلى مدي ترابطنا كأسرة مصرية سليمة أمام المجتمع وتعاليمة.
فالمجتمع الآن ملئ بالتعاليم والأتجاهات التي قد تضر بثقافتنا التي قد نشأنا عليها منذ قديم الأذل ومنها ثقافة عدم التعليم والسعي وراء المادة أو الشهرة دون بذل أو تعب وقد نراها في أنتشار ثقافات الأغاني الغير هادفة أيضآ ويؤسفني أنه مع ظهور تلك الثقافات أندثار ثقافة التعليم في المجتمع فلابد من أحياء ما تعلمناه من أباءنا وتذكير الأجيال القادمة بتلك المبادئ ذات القيم والتي عندما تجسدت بنا أعطت لنا روح وحياة وعرفتنا بمفهوم الإنساية.
فما أجمل تربية الأبناء على نهج جيل العظماء من الفنانين وأصحاب القامات العلمية العليا فالحياة تحثنا على كيفية العمل وتحقيق الأهداف بجانب ثقتنا في الله عز وجل دائمآ وبأيماننا على تحقيق النجاح نسعي دائمآ في نشأ جيل جديد يجمع مابين ثقافة الحاضر وتعاليم الماضي التي أصبحت للحاضر كالمنارة التي نسير على نهجها الدائم حتى نصل إلى الرقي والأزدهار وخلق مجتمع ناجح بأولادة العظماء أمام العالم أجمع.
فياليتنا نتعلم من بابا ونيس وماما مايسه وجدو أبو الفضل فهولاء العظماء أعطونا درسآ في المحبه والأحترام والسعي الدائم إلى النجاح حتى إن كانت أمامك يا صديقي معوقات فلتنظر إلى صورة هؤلاء العظماء ولتتعلم المثابرة والسعي وراء حلمك حتى تحقق ذاتك أمام الله والمجتمع وأمام أبنائك أيضآ بل تذكردائمآ ذلك العهد الذي كبرنا عليه وحفظناه من عائلة ونيس وقد صار لنا كالمنارة التي نهتدي بها حتى الآن.
” اتفقت أنا وزوجتى على أن نربى أبناءنا على الأخلاق والقيم لنقدمهم للمجتمع أبًا عظيما وأمًا فاضلة عظيمة ”
بابا ونيس وتعاليمه الذهبية