بطولات وأبطال
بطولات وأبطال
الكاتب الصحفى الاعلامى يسرى الكاشف
متابعة عادل شلبى
تحرير سيناء على يد ابطالنا من القوات المسلحة ومجاهدي سيناء ( مجموعة صباح الكاشف بالعريش )
”ف بالعريش من عمليات المخابرات العامه المصريه الحقيقيه “
الأول من أكتوبر عام 1973م
كل شئ يبدو هادئاً على السطح فى (القاهرة)، التى انشغل معظم قاطنيها بمتابعة فوازير ومسلسلات شهر رمضان، وانهمك البعض فى أعمالهم،التى تشهد رواجاً ملحوظاً، فى ذلك الشهر الكريم، مع إقبال الناس على الشراء،واستمتاعهم بالسهر والتجوال، حتى مطلع الفجر..
ولكن، دعونا نبتعد عن قلب (القاهرة)، ونتجه إلى ذلك المبنى القابع خلف القصر الجمهورى، فى حدائق القبة، وستبدو لنا الصورة مختلفة تماماً..
ففى قاعة الاجتماعات، فى أحد طوابق المبنى الغامض، التف عدد من الرجال حول خريطة مُجسمة ضخمة، تحتل منضدة كبيرة، فى منتصف القاعة، وتمثل نموذجاً شديد الإتقان لصحراء (سيناء) بكل مدنها وطرقها، والمنشآت التى أقامها الإسرائيليون عليها، وحتى بجبالها وتبابها وكثبانها الرميلة..
وكانت المناقشة محتدمة للغاية ، بين هؤلاء الرجال، الذين هم صفوة جهاز المخابرات العامة، وخلاصة خبراته وعقوله،والذين أدركوا قبل غيرهم أن الحرب على الأبواب، وأن المهمة التى أُسندت إليهم منذ فترة طويلة، قد شارفت ذروتها، واقتربت من اللحظة التى تحسم عندها الأمور، والتى لن يشهد نهايتها إلا المنتصرون..
وفى حزم، أشار قائد الرجال إلى مبنى صغير على الخريطة، يرتفع فوقه برج معدنى طويل، وهو يقول:
– هنا تكمن المشكلة الحقيقية ، فهذا هو مركز التصنت، الذى أنشأته المخابرات الإسرائيلية فى منطقة محمية للغاية،على ساحل (سيناء) الشمالى، وهو يضم بين جدرانه أحدث الأجهزة الإليكترونية، وأكثرها تطوراً، وبفضلها يُصبح بمقدور الإسرائيليين الاستماع إلى الإشارات المتبادلة، بين وحدات الجيش المصرى، وبين هذه الوحدات وقياداتها فى جبهة قناة السويس.. وهذا أمربالغ الخطورة، وخاصة فى ساعة القتال..
ثم اعتدل، ودار بعينيه فى وجوه الرجال، قبل أن يُضيف فى حزم أكبر:
ولهذا، لابد من تدمير ذلك المركز، قبل ساعة الصفر.
التقط الرجال عبارته، وعادوا يتناقشون فى حماس، واقترح أحدهم فكرة مهاجمة المركز بالطائرات المصرية، أو بواسطة فريق من رجال الكوماندوز، ولكن سرعان ما تم طرح الفكرة جانباً، لأنها ستنبه الإسرائيليين إلى قُرب حدوث هجوم مصرى شامل،ثم إن الإسرائيليين اختاروا للمحطة نقطة حصينة للغاية، وأحاطوها بحراسة مُشددة،ومراقبة دائمة دقيقة..
وأثناء المناقشات والمحاورات هتف أحد الرجال فجأة:
– ولما لا نلجأ إلى ضربة غير مباشرة؟!
التفتت إليه العيون كلها فى تساؤل، فأضاف فى حماس، وهو يُشير إلى نقطة أخرى على الخريطة:
– هذه هى محطة المحولات الكهربائية، المقامة خلف جسر (وادى العريش) وتشتمل على ثلاثة محولات ضخمة ، كل منها له ثلاثة أوجه، من الطراز الذى يجرى فيه الزيت مضغوطاً، ويتم تبريده بتيارمن الهواء، وهذه المحطة تمد معسكرات الجيش الإسرائيلى فى (سيناء) وثلاجات حفظ الأطعمة الضخمة، وأجهزة التكييف فى غُرف العمليات والقيادة بالتيار الكهربى، ولكن الأكثر أهمية هو أنها مصدر الطاقة الرئيسى لهذا المبنى.
قالها وهو ينقل سبَّابته إلى مبنى مركز التصنت، فتألقت العيون كلها فى آن واحد، وفهم الجميع الفكرة فى لحظة واحدة، وهتف أحدهم:
– فكرة عبقرية.. إذن فأنت تقترح تدمير محطة المحولات الكهربائية، وقطع الطاقة عن مركز التصنت؟
أشار الرجل بكفِّيه، وهو يقولمبتسماً:
– بالضبط.. إننا لن نشغل أنفسنا بتدمير مركز التصنت، ولكننا سنقطع أذنيه، ونُغرقه فى عالم من الصمت.
بدا القلق على وجه قائد الرجال، وهويقول:
– إنها فكرة جيدة بالفعل، ولكن المشكلة أنها تحتاج إلى إعداد مسبق، وليس لدينا الوقت الكافى لتدريب الرجال، وإرسالهم إلى هناك، و…
قبل أن يتم عبارته،اندفع رجل آخر يقول فى حماس:
– ربَّما لا نحتاج إلى هذا.
تطلَّع إليه زملاؤه،فتابع بسرعة:
– لدينا فى العريش من يمكنهم تنفيذ المهمة، وبكفاءة مُدهشة.. إننى أعنى تلك المجموعة.. مجموعة (صباح الكاشف).
ومرة أخرى تألقت كل العيون، فقد كانهذا الاقتراح رائعاً..
رائعاً بحق..
**
الرابع من أكتوبر عام 1973، الثامن من رمضان عام 1939هـ..
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتى الصيدلى (محمود حميدة) وهو يفتح باب صيدليته فى الصباح الباكر، فى شارع (23يوليو ، أهم شوارع العريش، وبدا أنيقاً بسيطاً، فى معطفه الأبيض النظيف، وهو يلقى التحية على المارين، أو يتلقاها منهم، ولم يلبث أن استقر خلف ذلك الحاجز الزجاجى فى الصيدلية، وبدأ عمله فى قراءة التذاكر الطبية وتسليم الأدوية، من خلال نافذة صغيرة فى الحاجز، دون أن تُفارقه ابتسامته البشوش لحظة واحدة..
ثم دلف الرجل إلى الصيدلية..
كان شاباً نحيلاً، فى حوالى الأربعين من عمره، تبدو عليه العصبية فى وضوح، وهو يمسك تذكرة طبية، ناولها للصيدلى، قائلاً فى توتر:
– هل يمكننى أن أجد هذا عندك؟
ألقى الدكتور (محمود) نظرة مُدققة على التذكرة، التى تحوى تركيبة طبية بسيطة، لعلاج آلام المفاصل، ثم أشار إلى مقعد فى ركن الصيدلية، قائلاً فى هدوء:
– انتظر قليلاً يا أستاذ (عبدالحميد)، فالتركيبة يحتاج إعدادها إلى بعض الوقت.
جلس (عبد الحميد عبد الله الخليلى) على ذلك المقعد فى الرُكن، وراح يُحرك قدميه فى عصبية واضحة، وكان يحتاج إلى هذا الدواء فى شدة، فى حين أجاب الصيدلى طلبات زبون أو زبونين فى سرعة، ثم إعادة قراءة التذكرة فى اهتمام واضح شديد، وبأسلوب تدرب عليه طويلاً، فالتقط الحرف الأول فى اسم العقار الأخير، ثم الحرف الثانى من اسم العقار السابق له، وهكذا، حتى تكونت لديه فى النهاية كلمة (الهدف – 126ب)..
وفهم الصيدلى على الفور تلك الرسالة، التى وصلته من الرجال فى (القاهرة)..
لقد تقرر تدمير ذلك الهدف، الذى لم يكن سوى محطة توليد الكهرباء الكبيرة..
وفى حسم، سأل الصيدلى:
– ومتى تحتاج إلى هذا الدواء؟
أجابه (عبد الحميد) فى سرعة حازمة:
– الليلة.
كان الموعد قريباً للغاية، والمهمة عسيرة إلى حد مُخيف، إلا أن الصيدلى لم يتردد لحظةواحدة، وهو يُجيب:
– ستحصل عليه فى الموعد المطلوب بإذن الله.
ولم يكن (عبد الحميد) يُغادر الصيدلية، حتى أزاح الصيدلى ستارة قريبة، والتقط من خلفها صندوقاً يحمل اسم شركة أدوية شهيرة، ونقله فى عناية إلى ما خلف مكتبه، ثم التقط منه علبتين كبيرتين من علب أحد أدوية الروماتيزم، ودسهما فى جيبه، وأغلق باب الصيدلية،ثم اتجه مباشرة إلى شارع المحطة..
كان يعلم أن العلبتين لا تحويان أية عقاقير طبية، كما يقول غلافيهما، وإنَّما يحملان خمسة مفجرات طرفية تحتاجها المهمة،ضمن عدد آخر من المعدات، المبعثرة فى طول المدينة وعرضها، فلكى يتم تدمير المحطة،يحتاج الرجال إلى عشرة كيلو جرامات من مادة (t.n.t) تم إخفاؤها فى قاع زورق مهجورعلى الشاطئ، وعشرين متراً من الفتيل المُتفجر، يحتفظ بها (عبدالحميد الخليلى) فى بيته الكائن فى شارع الشهيد (محمد الخليلى)، وهو شقيقه، ويحتاجون أيضاً إلى قلم أوقلمين زمنيين، لتحديد موعد التفجير..
وفى شارع المحطة، كان (محمود العزازى) فى ورشة السيارات التى يمتلكها، بقامته الممشوقة وكتفيه العريضين، وإلى جواره واحدة من سيارات الجيب الإسرائيلية، التى تحتاج إلى إصلاح عاجل، ولكنه لم يكد يلمح الصيدلى، حتى أوكل أمر إصلاحها إلى أحد الصبية فى الورشة، ومسح جبهته بكم سترته الملطخة بالشحم، واتجه مباشرة إلى الصيدلى وصافحه فى حرارة، وسأله بصوت مسموع عن عقار جديد، لعلاج التهابات الأذن، ثم انتحى به جانباً، وهمس فى اهتمام:
– هناك جديد.. أليس كذلك؟
أجابه الصيدلى بسرعة:
– بلى.. لابد من تدمير الهدف 126 ب الليلة.
أومأ (محمود العزازى) برأسه موافقاً، دون أن يلقى أية أسئلة أخرى، وقال سألحق بك عند الحاج (صباح)، فى الموعد المعتاد..
والحاج (صباح الكاشف) هذا هو قائد المجموعة، وعلى الرغم من أنه فى ذلك الحين كان يتجاوز الستين من العمر،إلا أنه يحتفظ بنشاط وحيوية شاب فى العشرين، وجرأة مقاتل لا يشق له غبار، وكان هادئاً بطئ السير والحديث، إلا أنه فى أعماقه داهية ماكر، وعبقرى يتميز بين رفاقه فى قدرته على دراسة وتخطيط أعقد الأمور، ثم أنه همزة الوصل، بين مقاتلى (العريش)،ورجال المخابرات العامة المصرية..
وفى منزل الحاج (صباح)، اجتمع الفريق كله،الصيدلى، و(عبد الحميد)، و(العزازى)، ومسئول اللاسلكى (سعد محمود جلبانة)،والمزارعان (محمد عبد الغنى السيد) و(عدنان شهاب البراوى)..
وفى حزم، قال الحاج (صباح):
– منذ زمن وأنا أشعر أن هذه المحطة سيتم تدميرها ذات يوم، فهى شريان الحياة للعسكريين ، ولكن المهمة ليست سهلة أو هينة بالتأكيد، بل هى مهمة شاقة للغاية، وستتطلب منا جهداً خرافياً، واحتمالات نجاتنا منها قد لا يتجاوز الخمسة فى المائة، فمن منكم يرغب فى التراجع الآن؟
ظلَّت الوجوه جامدة حازمة، يطلمنها العزم والإصرار الذى ترجمه (عدنان) بقوله:
– اشرح لنا ما ينبغى فعله:
ابتسم الحاج (صباح) وأدرك أن الجميع مُصرون على القيام بالمهمة، فالتقط نفساً عميقاً، وقال: على بركة الله.
ثم بدأ يشرح خطته..
كانت عملية شاقة بالفعل، ولعل أخطر ما فيها هو عملية نقل المواد نفسها، والتى لابد وأن تتم وضح النهار، وعبر طرقات تغص بجنود الاحتلال، إلى خارج المدينة، حيث منطقة الجسر، والتى تتم حراستها بعناية فائقة، نظراً لأن فيها جسر السكك الحديدية، وكابل الاتصالات اللاسلكية، ومحطة المحولات المنشودة..
ولكن أحداً من الرجال لم يتقاعس أو يتراجع..
فبعد صلاة الظهر مباشرة، بدأت تحركات المجموعة فى نشاط جم، وصمت تام، وسرية بالغة، فأحضر (عبد الحميد) الفتيل المتفجر والقلمين الزمنيين من منزله،واتجه (سعد جلبانة) إلى الزورق المهجور، وأحضر المواد الناسفة من قاعه، ثم تولى (محمد عبد الغنى) و(عدنان شهاب) وزميل لهما عملية نقل الشحنة كلها إلى منطقة الجسر.. و…
وفجأة أمسك (عدنان) ذراعى زميله، وهمس:
مهلاً.. يبدو أن الأبقار كلها لم تعد إلى حظائرها بعد.
انتبه زميلاه فى تلك اللحظة إلى ثلاثة من الحراس الإسرائيليين المدججين بالسلاح، يقفون لحراسة المحطة، وعيونهم تدور فى كلمكان، فغمغم (محمد عبد الغنى):
– هذا من سوء حظهم.
وفى خفة وحذر، تسلل الرجال الثلاثة إلى المحطة، واتخذوا مواقعهم، التى حددها لهم الحاج (صباح) وتطلَّع أحدهم إلى ساعته لحظات، قبل أن يقول فى حزم، وهو يلوح بيده فى قوة:
الآن.
وقبل أن يتلاشى صوته، كان الثلاثة ينقضون على الحُراس الإسرائيليين، الذين أخذتهم المفاجأة فعقدت ألسنتهم، وأخرست حلوقهم، وجمَّدت أيديهم على أزندة أسلحتهم، فلم ترتد إليهم عقولهم، ويُعاودهم جأشهم، إلا وقد جردهم الرجال الثلاثة من أسلحتهم، وألقوهم أرضاً،وجثموا فوق صدورهم، و…
وانتهى أمر الحراس الثلاثة، فى أقل من دقيقة واحدة.
ثم بدأت عملية زرع المتفجرات..
وحتى بعد التخلص من الحراس الثلاثة، لم يكن هذا بالمهمة السهلة أو اليسيرة، فالمحطة مُحاطة بسياج مرتفع من الأسلاك الشائكة، والأضواء تغمرها من كل جانب، على نحو يجعل من العسير أن يتحرك أى شخص فى نطاقها، دون أن يبدو واضحاً منظوراً..
ولكن المدهش أن الرجال أنجزواالمهمة، بعد أن انضم إليهم رفاقهم، ثم تراجع الجميع على نحو منظم، إلى مسافة عشرين متراً، وهو طول فتيل التفجير، قبل أن يغمغم (سعد):
حانت اللحظة.
قالها، وغرس القلم الزمنى، وأشعل فتيل التفجير، ثم انطلق الرجال يبتعدون بأقصى سرعة..
ثم دوى الانفجار..
كان انفجاراً رهيباً، ارتجت له (العريش) كلها، وارتجفت له أجساد الإسرائيليين، فى نفس اللحظة التى رقصت فيها قلوب المصريين فى المدينة..
ومع اندلاع النيران، أطلق الحاج (صباح) كل التوتر المحبوس فى صدره، على هيئة زفرة حارة،أفلتت من بين شفتيه الباسمتين، وهو يتمتم:
– الحمد لله.
وفى منتصف الليل،وعندما التقى الرجال فى منزل الحاج (صباح)، والزهو الظافر يملأ عقولهم وقلوبهم،ويزغرد صامتاً فى عيونهم، ابتسم الحاج، وأشار إلى (عبد الحميد) و(سعد)،قائلاً:
– أبلغا (القاهرة) أن الهدف لم يعد هناك.
وصمت لحظة، ثم أضاف فىحزم:
– وقل لهما : إنها ليست عمليتنا الأخيرة بإذن الله.
وعندما وصلت الرسالة إلى (القاهرة)، استقبلها الرجال بلهفة وسعادة حقيقيتين، وهتف أحدهم:
– كنت أعلم أنهم سيفعلونها.
أومأ قائده برأسه، وهو يقول فى إعجاب واحترام:
– هؤلاءالرجال أبطال بحق.
مال عليه أحد الرجال، وسأله:
– هل تظن أن الحاج (صباح) كان يعنى ما يقوله، عندما أشار إلى أنها ليست عمليتهم الأخيرة.
ابتسم القائد ابتسامة واسعة، وهو يقول:
– نعم.. الرجل اكتسب خبرة جيدة، وهو يُدرك جيداً أن تدمير محطة محولات كهربية ليس بالهدف الرئيسى حتماً، وإنَّما هو مُجرد خطوة فى طريق طويل،تقترب نهايته فى سرعة.
ثم تطلَّع إلى خريطة (سيناء) المُجسمة، قبل أن يستطرد فى حزم:
– وأنها حتماً، لن تكون عمليتهم الأخيرة.
وكان القائد على حق تماماً، فىكل حرف نطق به، فعملية محطة المحولات لم تكن آخر عمليات مجموعة (العريش)،
ففى السابع من أكتوبر 1973م، قاموا بوضع ستة من العبوات شديدة التفجير تحت ستة من الدعائم الخرسانية الضخمة لكوبرى السكك الحديدية، الممتد من (إسرائيل) إلى الجبهة، ونسفوا ليقطعوا بهذا واحداً من أخطر وأهم خطوط الإمداد والتموين الإسرائيلية، فى اليوم الثانى للحرب..
وفى الساعة الثانية والثلث، من مساء الاثنين الثامن من أكتوبر، نسفوا كابل الاتصالات السلكية الرئيسى للإسرائيليين، فى أربعة مواضع مُتباعدة، حتى تُصبح عملية إصلاحه شبه مستحيلة..
وبوسعك أن تتخيل حالة جيش، فوجئ فى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب بضربات تقطع إمداداته، وتشل اتصالاته بقياداته، وتنسف أذنه المرهفة، التى كانت تنقل إليه أسرار المصريين أولاً بأول..
وكل هذا بفضل أبطال (العريش)، الذين ظلّوا لسنوات وسنوات يعملون فى بسالة وإصرار، تحت قيادة رجال تحتم عليهم طبيعةعملهم أن يٌقاتلوا فى دقَّة وفى صمت.