الوضع الدينى والقانونى للزواج العرفى
الوضع الدينى والقانونى للزواج العرفى
كتب هيثم مصطفى سيد
يعد الزواج ميثاق رباط بين مسلم ومسلمة يكون بالعقد قانونيًا بحضور وموافقة كل من أهل الزوجين ويكون علنيًا بنية العفاف والبعد عن المحرمات وتحقيقًا لأوامر الله ورسوله
يحث الإسلام على الزواج وينهى عن التبتل، يقال: (تَبَتَّلَ عن الزواج: تركه زُهدًا فيه)،
والزواج من سنن الأنبياء والمرسلين فيقول الله ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)
والزواج آية من آيات الله في الكون
لقوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
روي أن رسول الله قال:
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء رواه البخاري.
الذي يريد الزواج يجد العون من الله، فقد قال رسول الله ﷺ : (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
الزواج طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله فقال: (حُبِّب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة)
طريق لكسب الحسنات. قال: (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)
وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض، فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعوله )
ظهر فى الآونة الأخيرة مايسمى بالزواج العرفى بين أبنائنا مما استدعانا لنقف لنضع بعض النقاط الهامة فى هذا الموضوع ونوضح المنظور القانونية للزواج العرفى .
كما تحدث المستشار على شاكر الخبير القانونى بالمحاكم المصرية
إثبات الزواج العرفي في قانون الأسرة
إن تقدم المجتمعات يعود لنجاح الأسرة، فالأسرة التي تنشأ عن طريق زواجٌ طبيعى مقدس وصحيح من الناحيتين الشرعية والقانونية، تؤدي إلى نجاح المجتمع وتجنبه خطر العلاقات الغير شرعية، والتجاوزات التي تعتبر منافية لأخلاقنا والآداب العامة والنظام الذي يسود في المجتمع.
فقد كان الزواج قديما يتم دون النظر الى وثيقة أو ورقة مادام استكمل شروطة واستمر ذلك الوضع لوقت ليس ببعيد إلى أن شهود أن الايمان قد ضعف فى قلوب بعض البشر وبد ميثاق الثقة يقل بينهم ، فاضطر الأمر إلى وجود شرع يحكم ذلك وقوانين وروابط تفصل بين الزوجين وحفظ حقوق الزوجين ،
الزواج العرفي ليس زواجًا محرما بل هو زواجٌ صحيح شرعا وقانونا، باستيفائه ركن الصيغة وشروط الزواج من رضا الزوجين وولي ومهر وشهود وانتفاء الموانع الشرعية، ولكن تبقى فقط أنه ليس برسمي أي أنه لم تسجيله بسجلات الحالة المدنية، إلا أن ذلك لا يعني عدم صحتة
وتترتب عن هذا الزواج آثار الزواج الصحيح، إلا أنه بسبب عدم تسجيله يخشى أن تضيع بعض الحقوق كما في حال إنكاره من طرف الزوج، ومراعاة لتلك الحقوق المشروعة للزوجين من إثبات هذا الزواج عند حصول نزاع بينهما بإقرار الطرف المدعى عليه، أو الاستعانة بالشهود الذين حضروا مجلس العقد، وإلا بتوجيه اليمين للطرف المدعى عليه ، لأنه بمثابة اعتراف بالزواج. ويلجأ أطراف هذا العقد إلى تسجيله سواءٌ كان بينهما نزاع أم لا، وذلك بالتقدم بطلب مرفق بالوثائق اللازمة والتي تؤكد أنه مستوفي لأركان وشروط الزواج، ومتى تبين القاضي صحة ذلك يأمر بتثبيت هذا الزواج