معالجة مياه الصرف الزراعي.. مشروعات «أيقونية» أتاحت مليارات إضافية لمنظومة الري المصرية
معالجة مياه الصرف الزراعي.. مشروعات «أيقونية» أتاحت مليارات إضافية لمنظومة الري المصرية
كتبت/ مي عبد المجيد
22 إبريل 2020 تاريخ سيظل محفورًا في ذاكرة الري المصري لعقود، فقبل 4 سنوات من يومنا هذا بدأت مصر أولى خطواتها الكبرى لمعالجة مياه الصرف الزراعي؛
لأغراض استصلاح الأراضي، لتمثل محطة المحسمة وسحارة سرابيوم باكورة هذه الخطوات، التي أتبعتها قفزات في مجال معالجة الصرف الزراعي، وضعت مصر على رأس القائمة العالمية في إدارة المياه
التحديات المائية في مصر
كثيرة هي التحديات المائية التي تواجهها مصر، فرغم عبقرية موقعها الجغرافي، إلا أنه جاء في أكثر مناطق العالم شحًا في المياه، ورغم أن أطول أنهار العالم يشق أرضها المتسعة إلى نصفين
، إلا أن حصته من المياه الجارية بين ضفتيه ثابتة لم تتغير منذ زمن بعيد، ولم يوازي هذا الثبات استقرار أعداد السكان، بل تضاعفت أعدادهم بسرعة كبيرة، دافعة نصيب الفرد دفعًا إلى منتصف خط الفقر المائي، ثم جاءت بعدها رياح لا تشتهيها السفن، بحدوث تغيرات مناخية متطرفة أثرت على إتاحة المياه في العالم، وفي القلب منه مصر.
حلول غير تقليدية لمواجهة التحديات المائية
أـصبحت الحلول التقليدية غير ذات جدوى لمواجهة النقص المتزايد في موارد المياه، مع الزيادة السكانية التي لا تهدأ، فكان لزاما على العقول المصرية المسئولة عن إدارة المياه التفكير في حلول غير اعتيادية، لتدبير موارد مائية إضافية غير تقليدية، يمكن الاستفادة منها في تحقيق مستهدفات التنمية المنشودة.
كانت أحد الحلول غير التقليدية -بجانب خطط ترشيد الاستهلاك وتطوير نظم الري- معالجة مياه الصرف الزراعي التي ازدادت ملوحتها بما حملته من مبيدات وأسمدة زراعية، لاستخدامها مرة أخرى -بعد معالجتها- في عمليات استصلاح لأراض جديدة.
«أيقونات مصرية» لتدوير المياه
محطة المحسمة وسحارة سرابيوم
محطة المحسمة كانت أولى المشروعات القومية الكبرى لتنفيذ الفكرة، والتي افتتحت عام 2020 في 22 إبريل، لإنتاج مليون متر مكعب سنويا من المياه المعالجة،
ليؤكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن المشروع يعد نقلة نوعية كبيرة فى مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في مصر، وأنه كان باكورة مشروعات أكبر فى ذات المجال.
وتستقبل محطة المحسمة مياه الصرف الزراعي من مصرف المحسمة غرب قناة السويس، عبر مسار يمتد بطول 14.5 كيلومتر، يصل بها إلى سحارة سرابيوم أسفل قناتي السويس
-القديمة والجديدة- التي تنقل المياه إلى محطة المعالجة الواقعة شرق القناة، لتجري معالجتها ثلاثياً بطاقة تتجاوز مليون متر مكعب سنويا، ثم تنقل بعدها المياه المعالجة لري أراضي المزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء، في زمام 50 ألف فدان.
وتتكون سحارة سرابيوم من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه، يبلغ عمق البيارة الواحدة منها 60 مترا، فيما يصل طول سحارة سرابيوم إلى 420 مترا.
واختارت مجلة «Engineering News-Record» الأمريكية محطة المحسمة لتكون مشروع العام، كأفضل عمل إنشائي في العالم في عام 2020، ضمن قائمتها التي ضمت 30 مشروعا من 21 دولة حول العالم.
محطة «بحر البقر» تدخل «جينيس» من أوسع أبوابها
في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، أوجدت الدولة المصرية لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر مكانا، باعتبارها أكبر محطة معالجة لمياه الصرف عالميا.
ويهدف المشروع إلى معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعي، ومنع تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، وتحسين البيئة في شرق الدلتا، وتعمل المحطة بتصرف يبلغ نحو 5.6 مليون م3/ يوم، جعلها جديرة بالتسجيل في موسوعة جينيس بهذا التصرف الضخم.
وتضم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر 4 وحدات، بتصرف 1.4 مليون م3/ يوم لكل وحدة، ومعامل تحليل نوعية المياه، مبنى تخزين المواد الكيميائية المستخدمة في المعالجة، وأقيمت على مساحة 155 فدانا.
ويستفاد من المشروع فى استصلاح أراضي في شبه جزيرة سيناء لزراعة نحو 400 ألف فدان، فضلا عن إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة من إنتاج زراعي وحيواني وصناعي.
محطة «الحمام» الأكبر عالميا
ثالث الأيقونات المصرية في هذا المجال، ودرة تاج محطات معالجة وإعادة تدوير المياه في العالم، وهي الأضخم بين أقرانها، بتصرف يومي يصل إلى 7.5 مليون م3، بهدف استصلاح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية في منطقة غرب الدلتا، اعتمادا على مياه الصرف الزراعي المعالجة.
وتبلغ طاقة محطة معالجة الصرف الزراعي في مدينة الحمام بمنطقة الساحل الشمالي 7.5 مليون م3 يوميا، وبحسب تأكيدات الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري
، فقد انتهت إنشاءات المحطة، التي تعتمد على معالجة مياه مصارف غرب الدلتا الزراعية، والتي تصل إليها عبر مسار ناقل بلغت نسبة تنفيذه -وفقا لأخر إحصاءات وزارة الري- 70%.
ويتكون المشروع من 12 محطة رفع، ومسار ناقل بطول 174 كم عبارة عن (مسار مكشوف بطول 92 كم، ومسار مواسير بطول 22 كم)، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مجاري مائية قائمة بطول 60 كيلومترا.
ويهدف المشروع إلى استصلاح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية اعتمادا على مياه الصرف الزراعي المعالجة، وهو ما يعد مثالا للإدارة الرشيدة للمياه فى مصر، وإعادة تدوير المياه عدة مرات.
موارد جديدة تضاف إلى منظومة الري
يضيف مشروع المسار الناقل للمياه إلى محطة الحمام 2.4 مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الزراعي المعالج إلى منظومة الري في مصر، فيما يضيف عمل محطات معالجة مياه الصرف الزراعي نحو 4.8 مليار متر مكعب إلى منظومة إعادة تدوير المياه، ليرتفع إجمالي ما يجري تدويره – إعادة استخدامه- من المياه من 21 مليار إلى نحو 26 مليار متر مكعب.
اقرأ أيضًا:
رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا
شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب
إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية
الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس
زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب
دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة
الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع