مستشار مفتي الجمهورية يكتب لقراء « «أعظم أيام الدنيا»
كتبت/ مي عبد المجيد
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا)
وروى الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة)، هذه الأحايث النبوية الشريفة تدل على أن يوم عرفة يوم عظيم عند الله تعالى ، وأن الله تعلى قد اختصه بكثير من الخائص والفضائل
التي ليست لغيره من الأيام فهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة العظمى على أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرءونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة:3].
قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم: وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. وهو من الأيام التي أقسم الله تعالى بها في قوله تعالى (وشاهد ومشهود) روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اليوم الموعود يوم القيامة،
واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة.. وهو اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه الميثاق على ذرية آدم روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان – يعني عرفة – وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ *
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ الأعراف:[172-173] ويوم عرفة يقع فيه ركن الحج الأعظم الذي قال فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم : (الحج عرفة) لأن الوقوف بجبل عرفات ركن الحج الذي لا ينجبر ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، وليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة) أن من وقف بعرفة وترك بقية أركان وواجبات الحج فإن حجه صحيح .
وفي يوم عرفة من حجة الوداع الأخيرة للرسول صلى الله عليه وسلم خطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خطبته الجامعة المسماة بخطبة الوداع وفي هذه الخطبة الجامعة رسم النبي صلى الله عليه وسلم معالم الإيمان ونبه على مهمات الإسلام وحذر من عظائم الأمور وكبائر الآثام، وفي هذه الخطبة من الدروس والعبر ما تشتد الحاجة إليه في كل زمان ومكان، وكانت نعيا وإيذانا بفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل رسالته وتحمل في سبيل تبليغ كلمة الله للناس أشد أنواع الابتلاء وأقسى أنواع الإيذاء ،
لذلك ذرفت منها عيون الصحابة الكرام ووجلت قلوبهم واشتد جزعهم على قرب فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد افتتحها بقوله (أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا) فهي خطبة لجميع الناس وإن ألقيت في جمع من الصحابة رضي الله عنهم لكنها تحوي قيما ومباديء عامة يجب أن تكون دستورا للإنسانية، وقد لمح الحبيب صلى الله عليه وسلم باحتمال اقتراب أجله وهذا إعلام منه صلى الله عليه وسلم أن رسالة الإسلام هي الخالدة وأن بقاءه صلى الله عليه وسلم الحقيقي يتحقق بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله وأن الشخوص فانية والمباديء والقيم والرسالات هي الباقية الخالدة،
(إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم ) جاء تحريم الدماء والتأكيد على عصمتها هنا عاما غير مخصص بدين ولا لون ولا عرق فالأصل في الدماء التحريم إلا في حالة العدوان فشرع الإسلام الدفاع عن النفس في مقابلة ذلك، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام دين لا مجاملة فيها ولا محاباة ولا اعتبار لنسب ولا قرابة إذا انتهكت حرمات الله (إن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله).
وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم على الوصية بالنساء وبين أنهن أمانة بميثاق وكلمة من الله تعالى وامانة من الله تعالى (استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله)…وحق على كل مسلم بل على كل إنسان أن يتدبر هذه الخطبة المباركة وهذا الميثاق الحق ويتخذه نبراسا في حياته.
اقرأ أيضًا:
رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا
شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب
إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية
الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس
زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب
دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة
الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.