الابتلاء والعقاب
بقلم المستشارة نعمه عباس
حين تكلمت عن البلاء او الابتلاء في مكان آخر بطريقتي قد تكون مُبهمة بعض الشيء لدي بعض الناس لسبب بسيط وهو أختلاف المدرسة التي تلقى منها وفيها كل منا علمه او اسلوبه في الكتابة او الحديث او هو قصور في الفهم من قبل المتلقي
وكوني مؤمن والحمدلله فأني لم اخالف احد الرأي في البلاء وطريقة وقوعه على الخلق .ولكن ماخالفت فيه من خالفني هو توزيع او تقسيم البلاء . وطريقته قبل ان يقع وبعد ان يقع .
ولهذا حين قلت ان المرض او العقم او الغرق وغيرها ليست بلاء وأنما ابتلاء او عقاب . لم يتمعن في المعنى إلا قليلاً ممن ناقشني .
ان البلاء موجود في خزائن الغيب ويُقدر وقوعه وقوته ومدته الملك الجبار والغفار . وحين يقع على او يُرسل لأنسان او أمة او جماعة مؤمنة يُسمى أبتلاء . والعكس صحيح
فمثلاً ( الطاعون او الأيدز او الزلازل او غيرها ) هي انواع من البلاء موجودة . ولكنها لم تُرسل او تقع . وحين تقع تُسمى أبتلاء . او عقاب
عندك مثلاً الرقية الشرعية : فالقرأن واحد وهو كتاب الله سبحانه الذي لاعوج فيه . وحين نقرأ على ممسوس يكون تأثير القرأن مُختلف في وقوعه على المتلبس فهو يقع على الجن المسلم بشكل ويقع على الكافر بشكل آخر . وهو قرأن واحد وهم جميعهم جن والقاريء واحد والمكان واحد هل سألت نفسك لماذا . وكيف ؟
ولو كان البلاء فقط هو الابتلاء لما وقع على الكافر والفاجر لأن الكافر والفاجر لايُسمى مايقع عليهم أبتلاء وانما يُسمى عقاب . اذن ( البلاء ) له شقين او فرعين . هما الابتلاء والعقاب . وهو في حق المؤمن ابتلاء ( أختبار- موعظة – رفع للدرجات وتكفير للسيئات وهكذا ) وفي حق الفاجر عقاب ( بطش – انتقام – جزاء – وهكذا ) . وكلاهما بلاء بمعنى له وجهين ولكل منهما نتيجة تختلف عن الأخرى .
وبمعنى آخر ان البلاء والابتلاء كالقدر والقضاء .. فالقضاء هو نفسه القدر حين يكون في الخزائن للغيب وقبل ان يقع . فاذا وقع او اُرسل او نزل فعندها يكون قضاء وليس قدر . او يكون قضاء بعد قدر . او يكون قضاء تنفيذاً لقدر وهكذا . هذا فهمي للبلاء قبل ان يقع وبعد وقوعه