أهل الطريق
بقلم مصطفى سبتة
أَهْلُ الطَّرِيقِ أَهْلُ انْكِسَارْ
فَاتُوا التَّبَاهِي وَالْافْتِخَارْ
قَالُوا الطَّرِيقِ مِثْلَ الْعَرُوسْ
وَمَهْرُهَا بَذْلُ النُّفُوسْ
وِاللِّي تِكُونْ نَفْسُهْ مَعَاهْ
يِتْعَبْ طَبِيبُهْ فِي دَوَاهْ
وِانْ شُفْتُهْ يُذْكُرْ عَلَى الدَّوَامْ
وَالنَّفْسُ حَيَّةْ يِزِيدْ ظَلَامْ
وِمْنِينْ يِجِي نُورُ الْفُتُوحْ
وَالْكِبْرُ فِي نَفْسِهِ يَلُوحْ
أَهْلُ الطَّرِيقِ أَهْلُ الْكَمَالْ
وِيْسَلِّمُوا مِنْ غِيرْ جِدَالْ
وِيْبَيِّنُوا الْحَقِّ الصَّرِيحْ
بِاللُّطْفِ وَالْقَوْلِ الْمَلِيحْ
ذُلُّ النُّفُوسِ بَابُ الْوُصُولْ
وِاللِّي يِهِينْهَا يِزِيدْ قَبُولْ
وِاللِّي اتَّهَمْهَا يِبْقَى نُورْ
وِاللِّي يِطِيعْهَا فِي غُرُورْ
وِاللِّي اطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ فِيهْ
يِرْضَى بِكُلِّ اللِّي يِلَاقِيهْ
وِاللِّي انْتَصَرْ لِلنَّفْسِ رَاحْ
لَا تَنْتَظِرْ مِنُّهْ فَلَاحْ
وَالنَّفْسُ تِظْهَرْ فِي الْكَلَامْ
وَفِي اللِّبَاسْ وَيَّا الطَّعَامْ
فِي الْمَشْيِ تِظْهَرْ وِالْعِنَادْ
حَتَّى التَّكَبُّرْ عَلَى الْعِبَادْ
وَفِي التَّفَاخُرْ بِالْعُلُومْ
وَفِي الْمَعَارِفْ وَالْفُهُومْ
وِاللِّي طَرَحْ نَفْسُهْ اسْتَرَاحْ
وِيْبَانْ عَلِيهْ نُورُ السَّمَاحْ
طُوبَى لِمَنْ فِي اللهْ يُهَانْ
طُوبَى لِمَنْ يُؤْذَى عَيَانْ
طُوبَى لِأَهْلِ الْإِنْكِسَارْ
طُوبَى لِمَنْ يَلْقَى احْتِقَارْ
خَلِّيكْ مَعَ اللهْ لَا تُرِيدْ
إِلَّا رِضَاهْ مِثْلَ الْعَبِيدْ
وِإِنْ مَسَّكْ الضُّرُّ الْكَثِيرْ
اشْكِي لِمَوْلَاكَ الْقَدِيرْ
وِانْ كُنْتْ تِفْهَمْ لَكْ مَقَامْ
بَيِّنْ مَزِيَّةْ عَلَى الْعَوَامْ
حَمْلُ الْأَذِيَّةِ وَالسَّمَاحْ
يِظْهِرْ مَقَامْ أَهْلِ الصَّلَاحْ
وَقْتِ الْغَضَبْ حَالَكْ يِبَانْ
وَكُلُّ شِيءْ بِالْإِمْتَحَانْ