أصابتني دَمْعَة القَلْـبٍ الجَرِيـحْ
بقلم مصطفى سبتة
أصابتني دَمْعَة القَلْـبٍ الجَرِيـحْ
جـرى دمعها عند اللقاء عــلى الخد
فـكان بــه اثــار طــل عـــلى ورد
ورفت شفاهها وما تحت جفنيـها.
وقــــالت بصوت ثمل يا اخا الــود
شربت لـفرط الجهل كأسا من الإثم
وذوبت حلما لم يزل باكيا عـهــدي
لـقد بـعت بالتــبر صبــايا وأذبــلت
وفاء رسمتـه عــلى وردتي خدي
خـرجت من جنــان الهــوى كُـــفْرًا
كما أخْرِجتْ حواء من جنة الخـلد
تـركــت حبــيبي حائـرا وتـزوجــتُ
ثَرِيّا لكي نحيى معا عَيْشةَ الرّغْــدِ
وبعد شهور صار عيشي جحيما ما
رأيــتُ أمَــرّ مِـنْه في ليلة الــسّهْــدِ
وأضحت أمامي زلة العمــر سـوداء
بدرب الحياة تزرع الشوك في كـدّ
فأخفيت قـلبي والأسـى ساكنا فـيه
وقلت لـعل الدهر يشـفــيه بالــبعْدِ
وها قـد رمـــاني للمهالك تذكــاري
وبتّ لدى الأوهام مغلولة الأيْــدِي
إذا الليل أضواني بكى خاطري خـلا
أحـــس بأيديــه مـدغدغة نـــهدي
وان داعب النسيم شعري أرى قيسا
مــتى كــنت لـيلاه أوســده زنْـــدِي
وانْ لاح لي في الأفق نجـــم تذكرت
ليالٍ خلتْ كانت لأحلى من الشهْــدِ
فياويلتي أين المـفـر وذا القــــلب
جريـح الضمير فـي أنيــن بـلا حَـدّ
أمَوْتٌ تراه منقذي أم تــــرى صــبر
عديم الرجــاءْ قـيوده كبّلتْ أيْـدي
أ صاحبتي رفـــقا بـقلبٍ كسـيح قــدْ
رماه الأسـى نبال يــأسٍ بـــلا عَـــدّ
أصاحبتي لا تجعلي منطق العـــقل
يموت ويحيى فوق أرجوحة الوَجْـدِ
ولا تنســفي بالحمق عشّا بنيتــيه
زمان الصبا بالصبر والعـزم والجهـد
ولا تشغلي بالا بما فـي زمان قــد
قضى أمره إن الذي فات لا يُجدي
ولا تنظري للكون نظــرة مهموم
فلن تبصري غيرخيوط من الحقـد
وان حل بالمــرء قضاء فلا الدمع
منَجّي ولا الـبلاء بـاقٍ على الـعَهْـدِ
تأسّي بما في الكون من نِعَمٍ إنّ
الحياة بِمُـرّها لأحلى من الشـــهـد
وبالأمل البسام عيشي فما العمــر
بلا أمل يـحيى أفـَـاقِــدة الــرّشْـــدِ
أمَــا بالإله أمـنتْ معـــظم الـخلق
ومـا رأتِ الـبعْـث ولا جـنّة الـخُـلــد
أرى الدهر حاكما تَـولّى على الخَـلَقِ
فانْ كانَ ظالمًا فما حيلة العَــبد