مقال رأي : فن الصمت ، وفن الحديث …!
بقلم : فهيم سيداروس
يقول نجيب محفوظ : أناس ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻭآخرون ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻋﻨﻬﻢ .
البعض عندما تخوض حوارا وحديثا معهم
لا تتمني منهم أن يصمتوا أبدا ، تشعر بأنك تتصفح كتابا ثريا بالمعرفة .
تلمس منهم ذكاء التجربة وعمق الخبرة ، وصدق النصح ، وسلاسة العبارة ، تغادرهم وأنت تشعر بالأمتلاء ، مثل هؤلاء الوقت معهم ثمين ، وقيم حقا ، ومعرفتهم إضافة للحياة .
أحدهم كان جميلا لا أخفي عنه سراً ، واليوم هو السر الذي يؤلمني وأخفيه
جميل أن تصمت في بعض المواقف فالندم علئ الصمت اهون من الندم علي الكلام ،
لماذا الإنسان أقل الكائنات وفاء ، واشدها خذلانا ؟
الصمت لا يعني عدم القدرة على الرد ، للصمت غايتين ، التغاضي عن التفاهات المطروحة والآخرى حينما لا ترى جدوى من الحديث !
الصمت أفضل من النقاشِ مع شخص تدرك جيدا أنه سيتخذ من الإختلافِ معك حربا لا محاولة فهم
ليس الصمت دائما رائعا ، وليس الكلام دائماً سيئا ، فهناك من نرتقي عنهم بالصمت ، وهناك من نرتقي معهم بالحوار ، لذا تخير مع من تصمت ، ومع من تتحاور
فن الصمت ، وفن الحديث ، الأعظم منهما فن التوقيت المناسِب ، فالصمت في غير وقته خذلان ، والحديث في غيرِ وقته حماقة .
فأجمل العطور ليس ماتضعه على جسدك وملابسك ، بل مايخرج من لسانك ، ويسمعه غيرك ، ويشعر به من حولك فانتق كلماتك بعناية ، فالكلام أناقة .
الناس عقول .. ليس للعمر أي أهمية .. هناك من تتحدث معهم لساعات ، فتشعر وكأنها دقائق من فرط جمال حديثهم .
وهناك من تحدثهم لدقائق فتشعر ، وكانها مائة عام من بشاعة مفرداتهم … الكلام سهام .. فصوب جيدا
فإن أرقى أنواع عزة النفس ، هو الصمت في الوقت الذي يتوقع الناس ، إنفجارك بالكلام
فمن يجرحك بلسانه .. عاقبه بصمتك ..
وأحيانا يكون الصمت درساً مفيدا لتعليم الآخرين أدب الحِوار ، ولكن يوجد ناس تكون مجبور ان تخوض الحديث معهم .
وأن الأفعال هي التي تؤكد صدق المحبة ، أما الكلام فالجميع فلاسفة ، والبعض تستمتع بالإنصات لهم ، سبب نجاح كل علاقة كيفما كان نوعها هو الحوار اما الصمت فهم التغاضي عن التفاهات والإبتعاد عن المشاكل ، لكن هذا ليس بحل صائب .