بقلم فاطمة الزهراء فاتح البيضاء المتمردة
عرفت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، والمدينة التي تعرف أكبر تجمع سكاني في المغرب، حركة استثنائية من المدن الساكنة، خصوصا بعد الإعلان في 10 من يونيو عن البدء في التخفيف من الحجر، الذي قسم المغرب إلى منطقتين؛ منطقة 1 والتي عرفت تخفيف كبير من قيود الحجر الصحي ، بعد أن تمت السيطرة إلى حد كبير على الوباء، والمنطقة 2 التي مازالت تحث الحجر الصحي، بعد استمرارها لتسجيل حالات متفاوتة للإصابة بكوفيد19، والتي تتضمن مدينة الدار البيضاء.
فعلى الرغم من أن التخفيف التدريجي لم يشمل البيضاء، إلا أن الساكنة البيضاوية لم تمتثل كليا إلى هذا القرار. حيث لوحظ عودت الحركية في بعض الأحياء بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي التي أرهقت الساكنة، خصوصا الأطفال اللذين بدورهم بدأ يسمع صوت لعبهم في الأحياء السكنية، بعد أن كانت ساكنة وشبه ميتة، التزاما من الساكنة بالتدابير الوقائية التي فرضتها الحكومة المغربية للحد من انتشار كوفيد19
من جهة أخرى، وفي الوقت الذي لازالت تلتزم فيه بعض الأسر بالحجر الصحي، عرفت مجموعة من المنتزهات العامة، التي كانت تشكل متنفسا للاستجمام وممارسة بعض الرياضات كالمشي و الجري، استقطاب عددا لا بأس به من الزوار في خرق واضح للحجر الصحي، على الرغم من التزامهم بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
وعلى مستوى المناطق التجارية، فبعد ركود طويل أرهق كاهل التجار، باستثناء المحلات المتخصصة في المواد الغذائية. عرفت هذه المناطق رجوعا تدريجيا إلى نشاطها التجاري، بعد أن رخصت لهم السلطات بذلك، مع ضرورة التقيد بتدابير الوقاية المنصوص عليها من لدن السلطات، وبدأت باستقبال عدد لا باس به من الزبائن، اللذين بدورهم كانوا ينتظرون هذه الخطوة بشغف، وأعاود الرواج التجاري لهاته الأسواق الشعبية. غير أن هذا لم يدم طويلا حيث عادت السلطات لتطلب من التجار إعادة إغلاق محلاتهم التجارية، في خطوة لم يستسغها أصحاب المحلات، اللذين عبروا عن استيائهم من هذا القرار، خصوصا وانه لم يشمل المحلات الكبرى للعلامات التجارية.
جدير بالذكر أن العجلة الاقتصادية بمدينة البيضاء بدأت بالدوران مباشرة بعد عطلة عيد الفطر، حيث عادت عدة شركات لنشاطها المعتاد. بهدف الحد من الخسائر المادية التي عرفها القطاع، بعد أن أرخت الأزمة الصحية بظلالها عليه.