أحمد جمعة ينشد غدا أفضل لموهبته الجميلة صوت ملائكي يتشبث بالأمل في غرفة العمليات
كتب/أيمن بحر
ابتسامة أمل تكسو ملامح الشاب أحمد جمعة بينما يخضع لفحوصات طبية داخل مستشفى معهد ناصر بالقاهرة للتعرف على أخر مستجدات حالته الصحية قبل الشروع في عملية أخيرة على وجهه لإنهاء سنوات من المعاناة عاشها رفقة عيوب خُلقية ومشاكل بالتنفس.
يقول جمعة الذي يتمتع بصوت عذب في حديثه إن مخارج الحروف ستتحسن أيضا بعد الانتهاء من العملية وسيتيح له ذلك تحقيق حلمه بدخول عالم الإنشاد بصورة احترافية.داخل ممرات المستشفى يتحرك بجانبه طبيبه المعالج الدكتور أيمن أبو المكارم الرئيس السابق لقسم جراحة التجميل والوجه والفكين بمستشفى جامعة عين شمس ويُمسك في يديه نتائج الفحوصات ويُطمئن الشاب العشريني على حالته.
يوضح أبو المكارم أن العملية التي سيخضع لها جمعة خلال الفترة المقبلة لعلاج انحراف في الحاجز الأنفي وملء مساحات في الوجه من أجل الحصول على أفضل مظهر والتخلص من أزمات التنفس فضلًا عن إراحة الأعين المرهقة.
بداية الحكاية
لم تكن تلك المرة الأولى التي يرافق فيها الطبيب الستيني جمعة إذ التقى به قبل 8 سنوات وعند تشخيصه تواصل على الفور مع أطباء متخصصين في جراحة المخ والأعصاب وتقويم الأسنان لدراسة الحالة باستفاضة.
كان جمعة حينها يبلغ من العمر (18 عاما) وكان يواجه تشوها واضحا في عظام الوجه خاصة في الفك العلوي والسفلي.
يؤكد الشاب العشريني أن هذا التشوه ولد معه وحاولت أسرته معالجة الأمر لكن تدخلات الأطباء في طفولته زادت الأمور سوءًا.
في أواخر عام 2012 أجرى أبو المكارم أول عملية لـ جمعة داخل مستشفى الدمرداش الجامعي بالقاهرة لتمديد مساحة الفك العلوي من خلال جهاز يسمى شداد عظمي في محاولة للوصول إلى الحجم الطبيعي للفك.
وبعد مرور 4 أعوام دلف جمعة كما يُشير إلى غرفة العمليات مرة أخرى لإجراء عملية دقيقة كان يتحمل الألم حتى يصل إلى آماله المنشودة.
يتحدث الطبيب المعالج عن الأمر قائلًا:عملية معقدة قمنا فيها بتكسير عظام الجمجمة وتحريكها في اتجاهات مُحددة لتحسين الوجه الجمالي لها وحتى تصبح رؤية الأعين واضحة.
قضى جمعة فترة نقاهة بعد العملية صارت حالته الصحية والنفسية أفضل وفق روايته فاتجه حينها للتعبير عن موهبته في الإنشاد الديني بتسجيل تواشيح دينية بصوته.محبة الناس
تحسنت الأوضاع بعملية ثالثة في الفك السفلي عام 2016 حتى يتناسب مظهره مع الفك العلوي.
وكما يشرح أبو المكارم تكللت العملية بالنجاح ليبدأ الشاب العشريني في نشر فيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب أثناء إلقاء التواشيح.
حلاوة صوته وخشوعه خلال الإنشاد منحه اهتمام ومحبة الناس فبات يتابعه الآلاف باستمرار.
ويقول جمعة: التعليقات والإشادة غمرتني بالسعادة والشعور بأنني على الطريق الصحيح
وأثقل الشاب موهبته من خلال دراسة المقامات الموسيقية على يد متخصصين كما حرص على الانتباه لكافة الملاحظات التي تصل إليه من متابعيه، فضلًا عن حفظ مزيد من التواشيح لكبار المنشدين المصريين مثل الشيخ نصر الدين طوبار.العملية الأخيرة
لم يتبقّ لجمعة سوى عملية وحيدة وأخيرة لكنها احتاجت إلى خطوات ضرورية يوضحها الطبيب المعالج: أخبرناه بأهمية زيادة وزنه لحاجتنا إلى استخدام دهون من منطقة البطن لنقلها إلى الوجه
ويصل وزن جمعة إلى 59 كيلو غرام لذلك تواصل مع هدير جميل أخصائية تغذية علاجية للعمل على زيادة وزنه في وقت قياسي حيث كان يتحدث لها بحماس عن رغبة في تنفيذ كافة تعليمات الطبيب والاستعداد للعملية بالشكل الكافي.
ومنذ الوهلة الأولى عملت إخصائية التغذية العلاجية على تحقيق متطلبات جمعة بصورة صحية وآمنة وتقول طلبت في البداية بعض الفحوصات ثم وضعنا خطة غذائية متكاملة مع الحصول على فواتح للشهية.
وتضيف جميل: اتفقنا على العمل من أجل زيادة 10 كيلو جرام لوزنه على الأقل وبسبب التزامه الكبير زاد 8 كيلو جرام في فترة وجيزة.
وبجانب التغذية الجيدة لجأ جمعة إلى متخصص في اللياقة البدنية يخوض معه تدريبات يومية حتى يُصبح جسده لائقًا خلال العملية الأخيرة وتفاديًا لمخاطر التخدير وفق تعبير جمعة
وينتظر الجميع موافقة وزارة الصحة والسكان المصرية على إجراء العملية فيما ينظر الطبيب بفخر إلى مريضه قائلا:مر بتجربة صعبة الكثير من التعب والمعاناة لكنه تحمل بشجاعة متوقعا أن تصل الموافقة في وقت قريب.ويتابع الرئيس السابق لقسم جراحة التجميل والوجه والفكين بجامعة عين شمس: بعض الحالات تشعر بالإحباط سريعًا خاصة مع تعرضهم أحيانا للتنمر.. لكن جمعة لم يلتفت لذلك ومضى في تحقيق أحلامه
وبابتسامة لا تفارق وجهه ينوه الشاب إلى أن حياته ستصير أفضل بعد خوض العملية الأخيرة وسيصبح لديه القدرة الكاملة على إبرام عقد مع شركة إنتاج لتسجيل تواشيح دينية بصوته أو المشاركة في مسابقات للإنشاد.