المعلم هو منارة العلم التي تضيء الطريق أمام الطلاب فالواجب علينا احترامه
گتب مستر : أبراهيم طه عبد الشافي
المعلم هو منارة العلم التي تضيء الطريق أمام الطلاب فالواجب علينا احترامه
لم تُكتب هذه الأبيات عبثاً، ولم يتغنى بها الملايين من الناس إلّا لأنّ المعلم هو منارة العلم التي تضيء الطريق أمام الطلاب، وهو من يسهّل لهم سبيل معرفة الحق، ويغرس فيهم العلم النافع الذي سيفيدهم في حياتهم القادمة، فهو أبٌ بنصحهم، وصديق بمحاورته لهم، وعالِم بما يقدمه لهم من نفع وإفادة.
المعلم الصادق هو الذي يفني عمله لكي يرتقي بطلابه ويرتفع بهم إلى عنان السماء لكي يعرفون العلم والمعرفة التي تنير لهم الطريق فيسيرون دون تخبط وترفع عنهم الجهالة ويميزوا بها الحق من الباطل والغث من السمين والعلم من الشبهة.
وإن بحث باحث في فضل المعلم فلن يستطيع العدّ ولا الإحصاء، فكما أنّ لكل شيء أساس، فالمعلم أساس هذه المجتمعات بعد الأم، حيث ينمّي المعلم ما زرعته الأم في
أبنائها من قيم أخلاقية، ويعكسها في تصرفاته وأخلاقه ليرونها بأعينهم، فيكون لهم قدوة حسنة يتبعونها، فلا يغادرون هذه الأخلاق أبداً ما عاشوا، وللمعلم فضل على باقي المهن، كيف لا وهو أساسها؟ ومُعدُّ أصحابها؟ فمن ذا الذي علّم الطبيب ليغدو طبيباُ؟ ومن ذا الذي نوّر المهندس ليصبح مهندساُ؟ ومن ذا الذي أعدّ المحامي ليصبح كذلك؟
كم من معلِّم تَفطَّرت قدماه وهو واقِف يعلِّم طلابه وكم معلم وافته المنيةُ وهو يسقي بذرة المعرفة التي زرعها بعقول تلاميذه فهو يفني المعلم نفسه ويبذل قصارى جهده وهو يتعلّم ويسخى على من يعلمهم بالعلم الذي كسبه من سهر الليالي بطولها وهو ينهل من بحور العلم وقراءة الكتب والتحضير لدروسه التي سيلقيها في نهار يومه.
يقع على عاتق المؤسسات التعليمية دوراً كبيرا تجاه المعلم فهم يحفظون الحقوق ويدافعون عنهم في وجه من يسعى إلى تشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم أو السعي ورائهم والتدخل في مجال عملهم فمن مهام المؤسسة الحفاظ علي المعلم والحفاظ عليه لرفع كفاءة التعليم والحفاظ
عليها. يا للمعلم من فضل عظيم يستحق منا الاحترام والتقدير على جهوده التي يقدمها في تعليم الطلاب وتأديبهم ورفع علم الحق لهم وتأمين الطريق أمامهم فشعلة الحق لا تنطفئ فهي التي يستنار بها في الظلمات ليدفع المعلم الباطل عن طلابه ويرتقي بهم ليصعدوا سلم التطور والنجاة إن فضل المعلم كبير فهم قادة الأمة ودلالة
الحق فيها وقيمة الحياة وزهرتها فهم نواة تأسيس العالم المثقف وأعمدة المجتمع التي تنير بالعلم ليصل الناس إلى بر الأمان إن أجر المعلم عند الله عظيم فإن البشرية تصلي وتدعو لمعلم الناس الخير حتى الحوت في البحر يستغفر لهم لأن الجاهل لا يضر نفسه فقط بل يضر المجتمع بكل عناصره ومكوناته والمعلم نجاة للمجتمع من هذه المهلكات لذا وجب علينا أن نشكر المعلمين أمام الجميع ونرفع من شأنهم دون خجل أو استحياء.
ما يقدّمه المعلّم من أفضال على تلاميذه لا يقدّر بثمن، ولكنّه يُوجِب علينا احترامه وتقدير جهوده المبذولة من أجل تنشئتنا، فبما يبثّه فينا من قيم سنرتقي، وبما ينقله لنا من معرفة سنطوّر أوطاننا ونرفع رايتها.
والله ولي التوفيق