لحظات السعادة والفراق رحم الله دكتور أحمد برج
بقلم | أحمد الوحش
تصفحت قائمة الأصدقاء بحسابي على فيسبوك، استوقفني حساب تعلوه صورةُ شاب ثلاثيني يبتسم، لطالما رأيته ورآه الجميع مبتسماً، لا أعلم ماذا حدث لحظة مشاهدتي لصورته على تلك الشاشة الصغيرة، كأنها ابتلعتني؛ لأجد نفسي أعيش تلك اللحظات مجدداً في طرقات مشفى بركة السبع.
كنت أسير ذلك اليوم بجانب د.أحمد برج -رحمه الله- متعجباً، كيف لطبيب تخديرٍ أن يبتسم للجميع وينشر البهجة داخل نفوس المرضى وكل العاملين بالمشفى بهذا الشكل، إن التخدير عملٌ مرهقٌ وضغطٌ نفسي كبير.
ثم دخلنا تلك الغرفة ألقينا السلام على التمريض، وطلب من ممرضةٍ رؤية تحاليل المريض قبل إجراء العملية، نظر إلى تلك الورقة بضع ثوانٍ ثم ابتسم قائلاً: “التحاليل الحمدلله زي الفل”.
لم يكن د.أحمد مجرد شخص أعرفه بل بمثابة الأخ الأكبر، هكذا اعتبره الجميع، شابٌ نشيطٌ مهذبٌ بشوش الوجه، حين تراه قادماً من بعيد تشعر بالسعادة دون أي سببٍ.
وإذا بي أعيش ذلك الخبر الصادم من جديد، حينما اتصلت أمي بأبي لتخبره أن د.أحمد سقط أثناء العمل ليلاً بالمشفى بسبب الارهاق، وتم نقله إلى القصر العيني في غرفة العناية المركزة.
ثم تذكرت تلك اللحظة حينما اتصلت بي والدتي؛ لتخبرني كلماتٍ صادمة “أنت فين؟ دكتور برج رحمه الله”، كأن صاعقة نزلت عليَّ من السماء، لم أعرف كيف أرد على والدتي آنذاك.
أكثر ما أزعجني هجوم هؤلاء الذين لم يتعاملوا معه، كتب البعض على فيسبوك -دون علمٍ- كلاماً مُسِيئاً، وحينما صورت قناة فضائية ووضحت الحقيقة تَرَاَجَعَ الجميع، لقد كان هذا الطبيب الإنسان مجتهداً ومخلصاً في عمله لدرجة الاستشهاد في العمل، وكان مثالاً وقدوة لكل طبيبٍ مصري وطالب بكلية الطب، لقد علمنا المعنى الحقيقي للإخلاص في العمل.
إن توفى الصديق والأخ أحمد برج منذ ما يزيد عن العام، فهو لازال حياً في نفوسنا، وهل هناك مثالٌ نحتذي به نحن الأطباءَ الشبابَ أفضل من الشهيد د.أحمد برج -رحمه الله-؟