حركة السياحة الدولية خلال النصف الأول من العام الحالي (يناير – يونيو 2020)
كتب – أحمد جوهر
انخفض عدد السائحين الوافدين الدوليين بنسبة غير مسبوقة بلغت -95% خلال الربع الثاني من العام، بعدما كانت نسبة الانخفاض -28% في الربع الأول نتيجة للحركة خلال شهري يناير وفبراير قبل الإغلاق.
قيود السفر وعمليات الإغلاق الواسعة النطاق يظهر تأثيرها في جميع الوجهات حول العالم، فمعظمها من النصف الثاني من شهر مارس وشهور أبريل سجلت نسبة تراجع -97%، وفي شهر مايو -96%، ثم في شهر يونيو -93% مقارنة بالعام الماضي 2019، وسط الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الدول لاحتواء انتشار جائحة COVID-19.
ووفقًا لأحدث البيانات، انخفضت أعداد السائحين الدوليين الوافدين بنسبة -65% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي 2019، ويمثل هذا انخفاض غير مسبوق، حيث أغلقت الدول في جميع أنحاء العالم حدودها وفرضت قيودًا على السفر استجابةً للوباء.
خلال الأسابيع الأخيرة، بدأ عدد من الوجهات في الانفتاح مرة أخرى على السياحة الدولية، فاعتبارًا من أوائل الشهر الحالي خففت 53% من الوجهات قيود السفر، ومع ذلك لا تزال العديد من الحكومات حذرة وتصدر قرارات متباينة ومتغيرة.
وقد أدى الانخفاض الهائل في الطلب على السفر الدولي خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2020 إلى خسارة قدرها 440 مليون سائح دولي وحوالي 460 مليار دولار من عائدات الصادرات من السياحة الدولية، وهو ما يمثل حوالي خمسة أضعاف الخسارة في عائدات السياحة الدولية المسجلة في عام 2009 وسط الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية.
ووفقًا للتقديرات الأولية، فمن المتوقع أن يشهد شهر يوليو نسبة اخفاض -85%، وشهر أغسطس -80%، وأن تصل نسبة الانخفاض خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2020 إلى -70%، أي خسارة 705 مليون سائح دولي، وحوالي 730 مليار دولار من عائدات الصادرات من السياحة الدولية، أي ثمانية أضعاف خسارة الدخل لعام 2009 خلال الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية
وعلى الرغم من إعادة الافتتاح التدريجي للعديد من الوجهات منذ النصف الثاني من شهر مايو الماضي، إلا أن التحسن المتوقع في أعداد السياحة الدولية خلال ذروة موسم الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية لم يتحقق.
وعلى مستوى المناطق من العالم خلال النصف الأول من العام الحالي
منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي التي شهدت أكثر نسبة انخفاض في أعداد السائحين الدوليين حيث وصلت إلى -72%، تليها منطقة أوروبا بنسبة انخفاض -66%، ثم منطقتي أفريقيا والشرق الأوسط بنسبة انخفاض -57% لكل منهما، ثم منطقة الأمريكتين بنسبة انخفاض -55%،
وعلى المستوى دون الإقليمي، عانت منطقة شمال شرق آسيا نسبة انخفاض وصلت إلى -83%، وجنوب البحر الأبيض المتوسط في أوروبا نسبة انخفاض -72%، وشمال أوروبا -64%، وجنوب شرق آسيا -64%، وغرب أوروبا -63%، ومنطقتي وسط وشرق أوروبا وشما أفريقيا -62% لكل منهما، ومنطقتي المحيط الهادي والكاريبي -58% لكل منهما، ومنطقة الشرق الأوسط -57%، وأمريكا الشمالية -56%، ومنطقتي جنوب آسيا وأمريكا الوسطى -55% لكل منهما، وأفريقيا الصحراء -54%، وأخيرا أمريكا الجنوبية -52%.
ينعكس انكماش الطلب الدولي أيضًا في انخفاض مزدوج الرقم في الإنفاق السياحي الدولي بين الأسواق الكبيرة، فالأسواق الخارجية الرئيسية مثل الولايات المتحدة والصين لا تزال متوقفة على الرغم من أن بعض الأسواق مثل فرنسا وألمانيا أظهرت بعض التحسن في يونيو.
وقد شهدت بعض الوجهات الأوروبية الكبيرة التي أبلغت عن بيانات لشهر يونيو مثل النمسا وهولندا وألمانيا وكرواتيا تحسنًا طفيفًا في عدد الوافدين مقارنة بشهر مايو، بالإضافة إلى إعادة الفتح التدريجي للحدود عبر الاتحاد الأوروبي، مما ساعد على السفر داخل المنطقة.
بينما لا يزال تعافي السياحة الدولية بطيئًا، فإن الطلب على السياحة المحلية آخذ في الارتفاع في العديد من الأسواق الكبيرة مثل الصين حيث انتعشت السعة الجوية المعروضة في يوليو إلى حوالي 90% من مستوى عام 2019، كما تم تعزيز القدرة الجوية في روسيا من خلال ارتفاع السفر الداخلي.
ووفقا لآخر التقارير المتعلقة بقيود السفر، فاعتبارا من أول الشهر الحالي (سبتمبر 2020) خفف ما مجموعه 115 وجهة (53% من جميع الوجهات حول العالم) قيود السفر المتعلقة بـ COVID-19 بالنسبة للسياحة الدولية، وهو ما يمثل زيادة قدرها 28 وجهة مقارنة بـشهر يوليو 2020.
بالنظر إلى المستقبل، يبدو من المرجح أن انخفاض الطلب على السفر وثقة المستهلك سيستمران في التأثير على النتائج لبقية العام. في مايو، حددت منظمة السياحة العالمية ثلاثة سيناريوهات محتملة مشيرة إلى انخفاض بنسبة -58% إلى -78% في أعداد السائحين الدوليين الوافدين في عام 2020. وتشير الاتجاهات الحالية حتى أغسطس إلى انخفاض في الطلب يقترب من -70% (السيناريو 2)، ويشير تمديد السيناريوهات حتى عام 2021 إلى حدوث تغيير في الاتجاه العام المقبل، بناءً على افتراضات الرفع التدريجي والخطي لقيود السفر، وتوافر اللقاح وعودة ثقة المسافرين والسفر دون قيود. ولذا فتوقعاتنا أن يبدأ التعافي الحقيقي من بداية عام 2021، وأن عودة حركة السياحة الدولية إلى معدلات عام 2019 سوف تستغرق ما بين سنتين إلى 4 سنوات.