منوعات
نصر أكتوبر
نصر أكتوبر
كتب/ عرفه زيان
قبل التطرق في الحديث عن ذلك النصر الذي لا نزال نحتفل به كل عام منذ عام 1973 علينا معرفه أهم معالم تلك الحرب حيث مثلت هذه المعركه معنى الإرادة التي جسدها شعب مصر ورغبته في إسترداد كرامته والحفاظ على أرضه ورغبته في الأخذ بالثآر.
صورت أيضا تلك المعركة على دور الوحدة العربية في تحقيق الأهداف بعد أن وقفت أكثر من ١٢ دولة عربية
بجانب مصر وسوريا خلال تلك المعركة ، وجاء ذلك القرار بعد إعلان كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا دعمها للكيان الصهيوني.
وغيرت تلك المعركة معالم التأريخ بعد كما وصفتها مجالة فورين بوليسي وجاء ذلك الوصف من قبل المجالة بعد ان اصبح الكيان الصهيوني يدافع عن حدوده الوليدة بعد وصول الكيان الأعلى درجات الثقه بالنفس وإدراكه أن الأمر أصبح مستحيل لدى خصمه في إعادة أرضه المغتصبة.
حيث جسدت تلك المعركه إرادة شعب ابا أن يعيش دونا ان يأخذ بالثأر ، وإستعادة أرضه المغتصبة. وبرهن الشعب المصري خلال تلك الفترة عن قيمة الصبر والإصرار والإمل والوطنية ،وعدم إنسياقه وراء التصريحات الهدامه من قبل وسائل الاعلام من جهة والدول الداعمه للكيان الصهيوني من جهة أخرى خلال تلك الفترة.
حيث بدأت تبث وسائل الإعلام مدى قوة ذلك الكيان، وحنكته في إنشاء خط برليف ، وعجز الضلع الثاني من المعركة عن التصدي لقوة جيش الإحتلال من جهة وعبور خط برليف من جهة أخرى وأن إستعادة الأرض المحتلة أصبح حلم يشبه المستحيل يصعب الوصول إليه من قريب أو بعيد.
وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر خلال حديثه في تلك الفترة قال “نصيحتي للسادات أن يكون واقعيا فنحن نعيش في عالم الواقع ولا نستطيع أن نبني شيئا على الأماني والتخيلات ولابد أن تكون هناك بعض التنازلات من جانبكم كي تستطيع أمريكا مساعدتكم فكيف يسنى وأنتم في موقف المهزوم أن تملو شروطكم على الجانب الآخر، أم أن تغيرو الواقع كي تنالو الحل أم أنكم لا تستطيعون وفي هذه الحالة لابد من إيجاد حلول تتناسب مع موقفكم غير الحلول التي تعرضوها “
ومن هنا وضع وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر الحل دون أن يدرك ماذا قدم للشعب المصري من خلال تصريحه ، فهو قدم الحافز لتغيير الواقع ، وخلق روح التحدي مع النفس للوصول للهدف.
صرح دون ان يعي أنه يخاطب خير اجناد الأرض ، خاطب دون وعي عن شعب تتجسد قوته في إرادة أبناءه وحنكة رئيسه والرفض التام لقبول الواقع الذي يفرض الذل والهوان ، شعب يدرك أن الواقع من يصنعه هو الإنسان، شعب اذا أرد فعل وإذا خير إختار ،” وإذا خير بين الوطن والحياة اختار الوطن “.
لذ فإن إرادة الشعب وصمود الجيش وحنكة الرئيس كل هذه الحقائق ساعدت في الوصول إلى ذلك المطلب الذي قدمه هنري كيسنجر وهو تغيير الواقع.
فإذا كانت الحرب خدعه فالسادات هو مبتكر تلك المقولة حيث أتبع الرئيس للراحل محمد أنور السادات مجموعه من العوامل لخدعة العدو تمثلت في الآتي :
اولا: تسريح الجنود عندم صرح الرئيس السابق محمد أنور السادات أن الميزانية لا تكفي لإعطاء رواتب الجنود ، وأصدر مرا لتسريح 50 الف جندي من قوام القوات المسلحة.
ثانيا: مناورات شاملة حيث طلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات من القوات المسلحة المصرية بتسريب أخبار للمخابرات الإسرائيلية أن مصر تنوي القيام بمناورات متتالية وليس القيام بالحرب ، وسوف تبدأ تلك المناورات من ١ الى ٧ أكتوبر عام ١٩٧٣ ،والضباط الراغبين في أداء مناسك الحج سوف يتم تسجيلهم في ٩ من أكتوبر.
ثالثا: إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية ومنها استيراد مخزون استراتيجي من القمح عن طريق تسريب المخابرات المصريه أن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح وإفساد ما، وإخلاء المستشفيات حيث تم تسريح طبيب من خدمته وتعيينه بمستشفى الدمرداش ليعلن عن إكتشاف تلوث المستشفى الميكروب ووجوب إخلاء المرضى لإجراء التعليمات الازمه ،وفي اليوم الثاني الخبر عن مخاوفها من انتشار الميكروب للمستشفيات الأخرى وتم اخلاءه أيضا.
رابعا: إستيراد مصادر بديله للاضاءه.
خامسا: استخدام اللهجة النوبيه في إعطاء الأوامر والتعليمات مما تسسبب في أثارة جيش العدو حيث كانت تلك اللهجة غير مألوفة.
سادسا: لعبت وسائل الاعلام دور فعال ف في هذه الحرب، حيث أمرها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بنشر أخبار سلبيه عن موارد البلاد وأنها في حاله سيئه لا تستطيع خوض أي معارك.
وكل هذاه العوامل ساعدت في الوصول الى تحقيق النصر وبالتحديد عند دقيقه ساعة الصفر في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ ، ورفع علم مصر فوق الارضي المحتلة من قبل العدو الغاصب.
عاشت مصر بما تملكه من شعب يحقق ما يريد وجيش بات ساهرا لحمايه ارض الوطن وقادة يسعون جاهدين لتقديم العطاء للوطن وأبناءه على مر العصور.