لقد شاخت عقولنا .. بقلم مصطفى سبتة
.
ماكنت اظن يوماً سيقع مني
من كان في الوجد مليحا بطل
وأصبح من بين عقولانا ينهمر
بل شاخت منا الحياة بالعقل
نُغالطُ في الكثير منَ القيمْ
قبيحٌ أن نعــــــيش بلا أملْ
كما فعل الكثير من الهـــــــملْ
نُطمّعُ في النّفوسِ بلا حدودٍ
ونحْلمُ في الحياةِ بــلا عمــــلْ
وهذا مسلكُ الكُســـــلاءِ منّا
وديْدنُ منْ تربّـــــــوْا بالوجـــلْ
ومن شقّ الطريقَ إلى المعالي
سيدركُ عزمُهُ قبـــــسَ الأمـــلْ
وأمّا من تكاسل في الأمـــاني
تقوْقعَ في الحــــضيضِ بلا أجلْ
نُغالط في الكــــثير من القيم
ونتّهم الشّــــــــــــريعة بالــــقدم
ونتّخذ النّفاق لنا سبــــــــيلا
وشـــــرّ النّاس بصــــــنعه الوهم
تنوّعت المساوئ والقضايا
فزاد القــــــهر من وجــــــع الألم
وليس لنا سوى التّغيير حلاّ
إذا شئنا الخـلاص من السّــــقم
وإن نحن استمرّ الغيّ فينا
سنـــــــبقى تابعين إلى الأمــــم
نراوغ في الوعود بلا سبب
ونعـــــــتبر الـــــنّفاق من الأدب
كأنّ عقولنا في الغيّ شاخت
فضيّعت الأصول مع النّســـــب
وفضّلت الجمود على اجتهاد
سيدفعها إلى خــــــــلع الرّهب
فوا سوء الرّتابة في بلادي
أحلّت للورى عــــصر العنـــــب
وفي جوف الملاهي نام قومي
ووزّعت الكؤوس على النّخب
شربنا القنّب الهندي انتظارا
وكان القــــــصد أن نجد الفرارا
وجدنا بالحشيش الموت سهلا
فشئا الموت في وطني انتحارا
شباب عاطل في كلّ بيت
بلا أمل يكون لهم مـــــــــــــنارا
ومنكر أمّتي يزداد بغيا
وقد أعدى الطــــــفولة والكبارا
تسير بنا الهواجس نحو ليل
به الظّـــــــــلماء هاجمت النّهارا
تناسلت النّوائب والخطوب
وبالت فوق أمّتنا العــــــــيوب
تخلّف ركبنا في كلّ حقل
وأعميت البـــــــصائر والقلوب
نشرّع عكس دين الله بغيا
ومن مسـخ الهدى تأتي الذّنوب
ونزعم أنّــــــــنا قوم بناة
ومن أوطاننا كــــــــثر الهروب
قواربهم بقعر البحر نامت
وموت النّاس يعقــــبه الرّسوب
جزيرتنا تولول من قـــطر
وجامــــــــــــعة العروبة لا خبر
وداعش في العراق تقول كلاّ
وشعب البطن ينتظر المــــطر
قتال في الحواضر والبوادي
ونهب بالتّســـــــــــــــلّط للبشر
وزور وانتقام واحتــــــــقار
تغلغل في الورى فعمى البــصر
وهذه كلّـــــــــها قيم التّدنّي
تؤدّي بالشّعوب إلى الخـــــــطر