ترسيخ التعاون
متابعة/ د.ولاء أيمن
إشراف الإعلامي/ عادل الدبابي
سعيا إلى ترسيخ التعاون بين المجتمع المدني في مملكة البحرين و المجتمع المدني التونسي في المجالات الإنسانية و الإجتماعية والخيرية و تأكيدا على عمق العلاقات بين الشعبين و من أجل عمل جمعيات عربي مشترك و فتح أفق تعاون جديدة ترسخ هذه العلاقات خاصة في الجانب الإنساني نطلق مبادرة تونسية من جمعية حقوق الطفل والمرأة التي تترأسها الدكتورة كوثر الڨرفي والتي عرفت بنشاطها الإجتماعي و الإنساني في عديد المنظمات العربية و الدولية حتى نرسم خطوط عمل جمعياتي عربي يهدف إلى مساعدة المعوزين و المحرومين و ذوي الإحتياجات الخاصة والعائلات الفقيرة لنحاول مد يد المساعدة لهم بتظافر الجهود بين الجمعية و المجتمع المدني البحريني، و من منطلق مقولة لا تقدم ولا نجاح للمجتمعات دون تفعيل دور المرأة في مجتمعها، و من منطلق أن الأطفال هم مستقبل الشعوب و قادة الغد الذين سيتحملون المسؤولية و نسلمهم مشعل القيادة في جميع الميادين المجتمعية، و حفاظا على آبائنا و أمهاتنا المسنين و إعترافا بجميلهم الذي امضوا السنين الطوال من حياتهم في تكوين أجيال و تكريما لتضحياتهم الجسيمة على مر السنين من أجل أن تكون لتونس نساء و رجالات تتبوأ مناصب القيادة في جميع القطاعات و الإقتصادية و التعليمية و الصحية و غيرها لتنعم تونس بما وصلت إليه من موقع قيادي بين الدول حتى يكون كل جيل فزعلا في المجتمع و ينفع وطنه من موقعه أينما كان و يساهم في بناء مجتمع يفيد الوطن والإنسان الذي هو الثروة الوحيدة لتونس.
و تأكيدا للتعاون الجمعياتي و المنظماتي التونسي البحريني نطلق هذه المبادرة الإنسانية التي نتمنى أن تجد الآذان الصاغية و الإهتمام الذي تستحقه نطرا لما تفتحه من آفاق لترسيخ العمل على الأرض و المبادرة تتفرع إلى إهتمامات ثلاث تهم فئات المجتمع التونسي التي نرى انها تستحق العناية والإهتمام والعمل على مساعدتهم.
-1) المرأة الريفية التي من حقها ان تعيش مثل قريناتها في المناطق الخضرية والمدن صحة و تعليما و عملا و توفير سبل العيش الكريم و حمايتها من العنف و توفير ابسط مستلزمات العيش الكريم و منها أدنى متطلبات الحياة الريفية التي تختلف بإختلاف موقعها وندرك جيدا مدى صعوبة الحياة في المناطق البعيدة و الجبلية و الحدودية و معاناة الناس هناك من ظروف مناخية و إجتماعية و إقتصادية جدا صعبة و من واجب المجتمع المدني معاضدة مجهود الدولة في هذا الإطار وخاصة في الجانب الإنساني و الإجتماعي و الإقتصادي.
نعلم جميعنا أن المرأة الريفية وفي حالات كثيرة لم تتمكن من مواصلة تعليمها و تضطر الإنقطاع لأسباب عدة اهمها قلة ذات اليد و عدم قدرة العائلة على تحمل المصاريف خاصة أن عديد العائلات ليس لهم مورد رزق قار ويعيشون على ما جاد به عليهم المكان والمناخ، وهنا من حق المرأة الريفية ان يكون لها مورد رزق و إحداث مشاريع صغرى كالصناعات التقليدية و الحرفية التي تساعد في المساهمة في توفير مستلزمات حياة كريمة لأفراد العائلة و المساهمة في تحسين ظروف العيش الصعبة في تلك المناطق و من المهم توفير الرعاية الصحية و التوعوية للمرأة الريفية.
-2) العناية بآبائنا و أمهاتنا المسنين الذين في الغالب يصعب عليهم التنقل للعلاج و هنا نرى أن الحاجة للتركيز مؤسسات صحية ثابتة و متنقلة تقرب منهم الخدمات الطبية المختلفة وهم يعانون الأمراض المزمنة واجساد أنهكها السنين في تكوين أجيال تخدم الوطن و علينا أن نوفر لهم سبل الراحة وما يستحقون من أدوية و رعاية من اخصائيين و أطباء و تقريب الخدمات لهم مهم جدا ولو بصفة دورية نعلم ان بعضها موجود لكن من واجبنا توفير المزيد كمبادرات قوافل صحية تدعم المنظومة الموجودة حتى يستفيد آباءنا و أمهاتنا و ينعموا براحة نفسية و صحية ونحن نعلم الظروف الحالية التي تمر بها البلاد من صعوبات إقتصادية و وبائية انهكت الجميع ونحاول ان نرسم الإبتسامة على هذه الوجوه و نبحث عن إحتياجاتهم و نوفر ما أمكن توفيره خاصة و فصل الشتاء على الأبواب و نعرف ان هذا الفصل مع التضاريس و المناخ يتعب هذه الفئة و يحتاجون فيه دفئ القلوب الرحيمة قبل دفئ اجسادهم و هناك عائلات لا زالت تعيش في اخواخ من القش و الطين و يعانون الأمرين في ظروف جدا صعبة و نحاول أن نخفف عنهم البعض من معاناتهم و تشعرهم بالإهتمام و الرعاية مع جميع الجهود الموجودة وهذا يكون من أسعد الأعمال التي يكون فيها جزاء الله سبحانه و تعالى كل خير لكل من يمد يده و يسعد ضعيفا أو محتاجها او فقيرا.
-3) الاطفال: و ما ادراك ما الأطفال مستقبلنا و عماد ديمومتنا.
حين نفتح باب الطفولة في تونس ستعترضنا الكثير من الصدمات التي نعرف بعضها و نجهل اغلبها حقائق مؤلمة و وضعيات لا يحسدون عليها بالمرة، فلنتحدث ان أطفال المناطق النائية و البعيدة و الحدودية و الريفية ، أن إعداد المنقطعين عن الدراسة أرقام مخيفة و الأسباب متعددة اهمها إنعدام القدرة للعائلة على تحمل مصاريف الدراسة في ظل قلة ذات اليد أين يضطر الطفل للإنقطاع عن التعليم و الفتياة هن الأكثر نسبة في التضحية بهن من أجل منح الفرصة للشقيق لمواصلة تعليمه و من هنا تبدأ الكارثة أين يحد من مستوى تعليم الفتاة و الإضظرار إما للبقاء في البيت أو دخول عالم العمل في سن صغيرة و اغلبهن قاصرات ليصبحن بين براثن سماسرة المعينات المنزلية أو يسافرون للمناطق الخضرية للبحث عن عمل لمساعدة العائلة على مجابهة متطلبات الحياة و هنا سنجد ان الكثير آت منهن ضاعت طفولتهن و البعض يتعرضن للعديد من المشاكل والإستغلال بأنواعه لتزيد معاناتهن و يكن ضحية العائلة والمجتمع و الدولة ، انا الفتيان المنقطعين عن الدراسة فهذا موضوع أخطر ما يكون لو وجدوا في الشارع الذي سيجدون فيه كل المساوء و الأخطار من المخدرات و الإنحراف و الدخول في وضعيات يصعب الخروج منها في غياب الرقيب و الناصح و المهتم و البعض الآخر سيتوجه للعمل في الكورسات والمصانع تحت السن القانونية و سيتعرضون للإستغلال بأنواعه وهناك إحصائية تقول ان عدد الأطفال العاملين تحت سن 16 سنة حوالي 235 ألف طفل من الجنسين وهذا مروعللأسف حيث تداس أحلام الطفولة و يصابون بالإحباط و يعرضهم لمشاكل نفسية تؤثر على بناء شخصيتهم، لهذا سنحاول المساعدة عبر هذه المبادرة التي تهدف اساسا إلى معالجة الأسباب و المسببات و التخفيف من وطأة قساوة الظروف و قلة ذات اليد و حماية المرأة و المسن و الطفل و توفير ما أمكن لمساعدتهم على توفير موارد رزق و مساعدات و سبل العيش الكريم و السعي مع المتدخلين في هذا الشأن لتظافر الجهود و إنجاح المجهودات و تقليص نسبة المنقطعين والإهتمام بفئة ذنبها الوحيد الفقر والحاجة و الفقر المتقع و صعاب الحياة في مناطق مهمشة و منسية ، إن جهود هذه المبادرة في التعاون مع المجتمع المدني البحريني نعتبرها كرسم طريق للأمل و تجديده و الرقي بالعمل الجمعياتي المشترك بيكون مثالا يحتذى به تجني ثماره فئة اتعبتها الحياة و قساوة المكان و مناخ قاسي جدا و هدفنا الاخير هو حماية الجميع من السير في ما لا يحمد عقباه وخاصة الطفولة والمرأة وجب حمايتهم بكل الأشكال و الطرق الممكنة ونوفر لهم سبل حياة كريمة ونعمل على إخواننا من المجتمع المدني البحريني في التعاون في هذا المجال و نحن ندرك مدى كرمهم و تحاوبهم والله الموفق.
رئيس الجمعية د:كوثر القرفي