الرئيسية
لم أسمع صهيل الخيول
بقلم مصطفى سبتة
لماذا توقفت الخيول عن الصهيل
أخاف أن تجف مياه النيل
اتيتك نهرا حزين حزين الضفاف
فلا ماء عندى ولا زرع سنبلة
فلا تسألى النهر من اهمله
أنا زهرة من ربيع قديم
حقائب عمرى بقايا سراب
وأطلال حلمي بها مهملة
وجوه على العين مرت سريعاً
فمن خان قلبي ومن دلله
ولاتسألى الشعر من كان قبلى
ومن فى رحاب الهوى رتله
أنا عابد في رحاب الجمال
رأى في عيونك ما أذهله
يقولون في القتل ذنب كبير
واقول قتل المحبين من حلله
أناديك كالضوء خلف الغيوم
وأسأل دائماً قلبك من بدله
وأصبحت كالنهر طيفا عجوزاً
زمان من القهر قد أثقله
فهذا الحريق الذي في يديك
يثير شجونى فمن أشعله
وهذا الشموخ الذى كان يوماً
يضئ سماءك من أسدله
أعيدى الربيع لهذى الضفاف
وقومى من اليأس ما أطوله
فخير الخلائق شعب عنيد
إذا ما ابتدى حلمه أكمله
حزين غنائي فهل تسمعين
بكاء الطيور على المقصله
أنا صرخة من زمان عريق
عدت في عيون الورى مهزله
أنا طائر من بقايا النسور
سلام الحمائم قد كبله
أنا جذوة من بقايا حريق
وبستان ورد به قنبله
فلا تسألى النهر عن عاشقيه
وعن بائعيه وما أهمله
تعالى أحبك ما عاد عندى
سوى الحب والموت والأسئلة
فهذا زمان دميم أذل الخيول
فما كان منى وما كنت له
خيول تعرت فصارت نعاجا
فمن روج القبح من جمله
ومن علم الخيل أن النباح
وراء المرابين ما أجمله
هنا كان بالأمس صوت الخيول
على كل باع وباع له جلجله
فكم أسقط الحق عرش الطغاه
وكم واجه الزيف وكم زلزله
فكيف انتهى المجد للباكيات
ومن أخرس الحق ومن ضلله
ومن قال ان البكاء كالصهيل
وعدو الفوارس كالهرولة
سلام على كل نسر جسور
يرى في سماء العلا منزلة