عبد الغفار يبحث آليات التعاون العلمي مع الصين في مجال علوم الفضاء
كتب : ماهر بدر
عقد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا اليوم الأحد، مع لياو ليتشانج، السفير الصيني بالقاهرة؛ لبحث سبل التعاون بين مصر والصين في مجال علوم الفضاء، بحضور الدكتور/ محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والسيد/ هان المستشار التجاري بالسفارة الصينية بالقاهرة، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
في بداية الاجتماع، أكد عبدالغفار على تقدير الوزارة لدور السفارة الصينية بالقاهرة لما تقدمه من دعم علاقات التعاون بين الجانبين، مشيدًا بالإجراءات التي اتخذتها جمهورية الصين الشعبية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد، والخطوات التي اعتمدتها الصين في حصار هذا الوباء سواء من الناحية البحثية أو الطبية.
وأشاد الدكتور عبدالغفار بتطور العلاقات المصرية الصينية، والتي شهدت تطورا ملحوظا على جميع الأصعدة السياسية والتجارية والصناعية والتنموية، والتعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية والابتكار.
كما أكد الدكتور خالد عبدالغفار حرص الوزارة على تقديم جميع أشكال الدعم للطلاب الصينيين الدارسين بالجامعات المصرية، وتذليل جميع العقبات التي تواجههم.
وقدم الوزير التهنئة للصين لنجاح إنزال مركبة الفضاء “تشانغ إي-5” على سطح القمر في مهمة تاريخية؛ لجلب عينات من سطحه لمساعدة العلماء في معرفة المزيد من المعلومات عن القمر.
وتم خلال اللقاء، مناقشة آليات إنهاء أعمال مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية.
ومن جانبه، قدم السفير الصيني الشكر للوزارة وللجامعات للمصرية لتقديم جميع أشكال الدعم للطلاب الصينيين الدارسين بالجامعات المصرية، مؤكدا على استمرار تعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لافتًا إلى احتفال الصين العام القادم بمرور 65 عام على بدء العلاقات المصرية الصينية.
ولفت السفير الصيني بالقاهرة إلى حضور الخبراء الصينيين في يناير القادم 2021 لاستكمال الأعمال الإنشائية لمركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية التي توقفت بسبب جائحة كورونا.
جدير بالذكر أنه تم إنشاء مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية على مساحة (5000 م2) بالمدينة الفضائية، وهو يهدف إلى تجميع واختبار أقمار الاستشعار عن بعد بوزن يصل إلى (750 كجم) وطاقة تجميع لعدد (2) قمر صناعى فى نفس الوقت.
ومن جهه اخري افتتح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى صباح اليوم الأحد محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بحضور الدكتور ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمى، والدكتور وليد الزواوى أمين مجلس المعاهد والمراكز والهيئات البحثية، والدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والسادة رؤساء المراكز والمعاهد والهيئات البحثية.
وفى بداية فعاليات الافتتاح أعرب الوزير عن سعادته بافتتاح اليوم، مشيرا إلى أن المراكز البحثية المصرية المتخصصة فى علوم الفلك والفضاء لها تاريخ طويل وهو ما يؤكد ريادة الدولة المصرية فى كثير من المجالات البحثية.
وأضاف الدكتور عبد الغفار أن المحطة معنية برصد حركة الأقمار الصناعية فى مدارات مختلفة وكذلك رصد حركة المخلفات الفضائية التى يمكن أن تؤثر على حركة الأقمار الصناعية، مؤكدا أن وزارة البحث العلمى جزء منها بحثى والأخر خدمى لرصد الظواهر الفلكية المختلفة ومتابعة الأقمار الصناعية فى مداراتها والتواصل مع المتخصصين لتغيير مدار القمر الصناعى فى حالة وجود أية مخلفات فضائية يمكن أن تؤثر عليه.
كما لفت الدكتور خالد عبد الغفار إلى إنشاء مصر لوكالة الفضاء المصرية واستضافة وكالة الفضاء الإفريقية، فضلا عن إنشاء مدينة الفضاء المصرية والتى تتبنى مشروع ضخم وهو مركز تجميع وتصميم الأقمار الصناعية.
وأكد الوزير أن التوسع فى إنشاء المراكز المتخصصة فى علوم تكنولوجيا الفضاء والفلك يحقق لمصر ريادة كبيرة يجعلها تتعاون مع العديد من المؤسسات العالمية العاملة فى تلك التخصصات كتعاون مصر مع وكالات الفضاء الأوروبية والصينية واليابانية.
ومن جانبه أشار الدكتور جاد القاضى إلى أنه في إطار المهام القومية المكلف بها معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية ضمن مهامه البحثية، واستكمالا للدور البحثى في مجال علوم الفضاء، قام المعهد بإنشاء محطة الرصد الكهروبصرى للأقمار الصناعية والحطام الفضائى بالقطامية خلال العام المالى 2019/2020 وتم توريد وتركيب الأجهزة، والبدء فى التشغيل التجريبى للمحطة، وتتبع معمل أبحاث الفضاء، قسم أبحاث الشمس والفضاء، مضيفا أن المحطة تتكون من تلسكوب بصرى بقطر 11 بوصة (28 سم) ملحق به كاميرا عالية الحساسية مزدوجة الشحن (CCD)، ويبلغ مجال الرؤية للنظام ما يقرب من 8 درجات مربعة (3.4 × 2.3 درجة)، إضافة إلى ذلك توجد قبة فلكية بقطر 3 متر تفتح كاملة بالنظام الأوتوماتيك بمحاذاة أفق الراصد مما تسهل عملية الرصد والتتبع السريع للأجسام منخفضة الارتفاع.
ويعد الهدف الرئيسى من هذه المحطة هو إعطاء المجتمع العلمي المعلومات اللازمة حول حالة البيئة الفضائية المحيطة بالأقمار الصناعية العاملة فى مختلف الارتفاعات، وتقديم أحدث البيانات لكل جسم تم اكتشافه حديثًا بما في ذلك المعلومات المدارية والقدر النجمى، ويمكن استخدام هذه البيانات فى تطوير نماذج رياضية لدراسة التطور المداري طويل الأمد المحتمل لهذه الأجسام، وكذلك احتمالية تصادم هذه الأجسام مع الأقمار الصناعية العاملة مما يتيح للجهات المالكة للأقمار الصناعية استخدام هذه البيانات من أجل الحصول على نماذج دقيقة للتنبؤ بحركة القمر وتقييم المخاطر المحيطة به.
جدير بالذكر أن المعهد كان قد بدأ مراحل إرصاد ومراقبة الأقمار الصناعية والأجسام الفضائية بدءا من عام 1957 بعد إطلاق أول مركبة فضائية بواسطة الاتحاد السوفيتى، وكان ذلك باستخدام المناظير البصرية، تطورت إلى كاميرات ذات دقة أعلى أمثال سبوتنيك، نافا، أفو، وصولا إلى تقنية الليزر عام 1974، ومازال المعهد مستمر في تطوير إمكانياته البحثية لمواكبة التطور في رصد الأجسام الفضائية والأقمار الصناعية وأخيرا الحطام الفضائى.
تجدر الإشارة إلى أن المحطة تقع داخل حرم مرصد القطامية الفلكى الذى تم البدء فى تشغيله عام 1954 كواحد من أكبر المراصد الفلكية فى شمال إفريقيا والوطن العربى بمرآة قطرها 74 بوصة، والذى مازال يعمل ويساهم باكتشافات عالمية.
وعلى هامش فعاليات الافتتاح عقد مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية اجتماعه الدورى برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، حيث كرم الوزير الدكتور شريف كراوية على مجهوداته السابقة خلال فترة توليه رئاسة معهد بحوث أمراض العيون، متمنيا له دوام التوفيق والنجاح.
ناقش المجلس موضوعات خاصة بتشكيل اللجان العلمية الدائمة للمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، وإضافة عدد من التخصصات الدقيقة لتلك اللجان.