بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
أخبار مصر

ناس جاهين فى ذكرى مولد فيلسوف الفنانين صلاح جاهين

بقلم الكاتب :عاطف محمد

تحدثت فى الحلقة السابقة عن مولد وحياة صلاح جاهين وعائلته وقيمته كفنان أثرى الحياةىالفنية فى العالم العربى وللحديث بقية

أهم عمال صلاح جاهين

تنوعت أعمال صلاح جاهين تنوعا حفظ لها البقاء فى ذاكرة الفنون ، فقد كان كاتبا بارعا وشاعرا مبدعا وفيلسوف عصره من حيث بساطة الاشعاره وقربها من عامة الشعب ،فقد لمست الذات المصرية و كانت الأغانى والمسرحيات الاستعراضية والسيناريوهات للسينما والتلفزيون والأذاعة شديدة المصرية والهوية العربية ، كما أنه تميز بالكاريكاتير الساخر المتنوع فى الموضوعات والثرى بالشخصيات وعلى مدار السنوات الأخيرة انفردت جريدة الأهرام بعرض معظم أعمال الكاريكاتير الخاص به .

أعمال مثل فيها

“في ناس بنشوفها بالالوان
وناس جواها مش بيبان
وناس أسود وناس أبيض
وناس محتاجه بس أمان
واكتر ناس تآمنهم
ما بيجي الجرح غير منهم
وناس أنت بعيد عنهم
بتنسي معاهم الاحزان

من أعماله التى مثل بها
لا وقت للحب 1963 وشهيدة الحب الإلهى 1962 ومن غير ميعاد 1962 واللص والكلاب بدور المعلم سلطان ، وجميلة بو حريد1962 وكمؤلف فى الأوبريت الأشهر للعرائس الليلة الكبيرة 1961 ومثل فى المماليك عام 1965
و شارك فى فيلم العتبة الخضراء 1959 بكلمات أغنية “أنا هنا” لصباح ومثل فى الفيلم الوثائقى موت أميرة لسوسن بدر عام 1980

جاهين محرر رسام

“أوقات أفوق ، ويحلّ عني غبايا
وأشعر كأني عرفت كل الخبايا
وافتح شفايفي عشان هقول الدرر
مقولش غير حبة غزل في الصبايا
عجبي !!”

“أعرف عيون هي الجمال والحسن
وأعرف عيون تاخد القلوب بالحضن
وعيون مخيفة وقاسية، وعيون كتير
وبنحس فيهم كلهم بالحزن
عجبي”

عمل صلاح جاهين كمحرر فى الكثير من الصحف والمجلات المصرية (صباح الخير وروز اليوسف والاهرام )كفنان كاريكاتير وقد لاقت رسوماته إقبالا كبيرا من الشعب المصرى لأ نها تحتوى على النقد اللازع البناء والذى رصد الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية وكانت شخصياته( الفهامة وقيس وليلى وقهوة النشاط) مصدر إلهام للكثيرين ،وقد أفرز إبداعه عن صور كاريكاتيرية شديدة التعبير قوية التأثير عميقة الفكر …

السخرية فن جاهين

“أنا قلبي مزيكا بمفاتيح ..
من لمسة يغني لك تفاريح
مع إني مفطرتش وجعان ..
ومعذب ومتيم وجريح”

لقد حول جاهين السخرية إلى فن له مفرداته وأدواته وكلماته اللاذعة التى تحمل مبدأ النقد القائم على البناء لا الهدم لقد اختصر جاهين من خلال أعماله نفسية المصريين التى تسخر من الألم والوجع والهزيمة والانكسار لتعلو فوقهم وتحقق النجاح والسخرية حتى تؤدى إلى التمتع بصحة نفسية وجسدية رائعة كما يقول الدكتور جيريمي شيرمان

“يا طير يا طاير فـِـ السما .. يا بختك
لا فارق معاك حاجة وعايش ..براحتك
لــو عــرفــت إيــــه اللـــي فـيـنـــا
عــمــــرك مــــا هـتـبـــص تـحـتـــك
وعجبي !!”

سباق مع الزمن

يبدو أنه كان يعلم أن القدر لن يعطيه الفرصة ليبدع كما يريد ،فكان يسابق الزمن ويخرج ابداعا يحتاج لعمر اكبر لإنجازه …
وقد وصلت اعداد أشعاره فى الرباعيات 160 رباعية ، أما العامة المصرية فوصلت أشعاره إلى 52 قصيدة عامية مميزة من قاموسه الخاص ووصلت الأزجال إلى 59 قصيدة زجلية والأغانى 55 أغنية شهيرة لجاهين وكانت منوعاته الغنائية متعددة ووصلت إلى 37 منوع غنائى يتغنى بها الكل والمسرحيات 7 مسرحيات.

الاحتفاء بجاهين

“دخل الشتا وقفل البيبان ع البـــيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت في ليل الشــتا
لكن حاجات أكتر بترفض تمــــــوت
عجبي !!”

فى لفتة رائعة من التلفزيون المصري الذى قام بعرض مسلسلاً يتحدث عن رباعيات صلاح جاهين وذلك في 21 أبريل 2005، وذلك بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته وكان الاحتفاء الاول من نوعه ثم كان الاحتفاء العالمى فقد احتفى موقع جوجل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاد جاهين في 25 ديسمبر 2013، حيث وضع شعار جوجل يمثل مشهداً شعبياً رائعا من وحي مؤلفات جاهين مشيرا له …

“أنا قلبي كان شخشيخة أصبح جَرس
جلجلت به صحيوا الخدم والحرس
أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه
لا فْ إيدي سيف ولا تحت مني فرس
عجبي !!”

وكانت أعمال جاهين كالجرس المنبه لأشياء كثيرة فقد سلط الضوء على التاريخ والانسانيات والأشخاص والحوادث والمواقف اهتم بالنفس البشرية واغوارها ….

سينما وتليفزيون جاهين
السيناريو….
قام صلاح جاهين بكتابة العديد من السيناريوهات للسينما منها:خللى بالك من زوزو وأميرة حبى أناو عودة الابن الضال و شفيقة ومتولى.
للتلفزيون:سيناريو مسلسل “هو وهى”وفوازير رمضان: “عروستى”، و”الخطبة”.ولغز الملكة شهرزاد.واستعراض الأسانسير.واستعراض اللعبة(لنيلى )وسيناريو مسلسل 4 بنات + ولد
وللإذاعة:أغانى مسلسل رصاصة فى القلب و مسلسل “الزير وغطاه” عن قصة حياته.

“سهير ليالي و ياما لفيت وطفت
وف ليلة راجع في الضلام قمت شفت
الخوف … كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز أقتله .. بس خفت
عجبي !!”

مسرح جاهين
كما أبدع صلاح جاهين فى مجال المسرحيات فكتب سيناريو وأغانى مسرحيات:
* الليلة الكبيرة والشاطر حسن وحمار شهاب الدين وصحصح لما ينجح وقاهر الأباليس مع العروسة والعريس و الفيل النونو الغلباوى والقاهرة فى ألف عام.
وقدم أغانى وأشعار مسرحيات:
*إيزيس و الحرافيش.
وفى مجال الترجمة، قام صلاح جاهين بترجمة بعض المسرحيات العالمية مثل:الإنسان الطيب ودائرة الطباشير القوقازية

جاهين والنجوم

“نوح راح لحاله و الطوفان استمر
مركبنا تايهه لسه مش لاقيه بر
آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان
إزاي تبان و الدنيا غرقانه شر
عجبي !!”

قدم صلاح جاهين للوسط الفنى نجوما أصبح لهم مكانة مؤثرة ومنهم احمد زكى الذى صار من ألمع نجوم الشاشة، وغير مفهوم( الجان) السينمائى، وكذلك شريف منير الذى ابدع وتألق فى كل مجال( عزفا وتمثيلا وتقديما)
وعلي الحجار صاحب الحنجرة الذهبية وغيرهم ، كما كانت تربطه علاقة قوية بالفنانة الراحلة “سعاد حسني “ سندريلا الشاشة حتى وفاته فقد كانت سعاد حسني تعتبره في مقام والدها .

“عبثا باقول واقرا في سورة عبس
ماتلومش حد إن ابتسم أو عبس
فيه ناس تقول الهزل يطلع جد
وناس تقول الجد يطلع عبث”

جاهين والوطنية

“أنا مش تبع مخلوق يا سيدنا البيه
أنا حُر في إللي يقول ضميري عليه
وإن كنت تُحكم جوا ملكوتك
الشارع الواسع فاتح لي إيديه”

لقد عشق جاهين مصر برموزها وابطالها وكانت حركة الضباط الأحرار الوطنية ، وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام وشحذ لجاهين
حيث خلدالزعيم جمال عبد الناصر الذى عشقه رمزا لمصر، خلده فعلياً بأعماله، و سطر عشرات الأغاني الوطنية المبدعة وتغنى بالثورة ودورها وأهدافها ونتائجها وتغيرات المجتمع فى ظلها، ولكن جاءت هزيمة 5 يونيو 1967م، ، والتى أدت إلى أصابته بكآبة مزمنة لا خلاص منها رغم انتصار أكتوبر ومن الغريب أن هذه النكسة كانت الملهم الفعلي والحقيقى لأهم أعماله ومنها الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية دقيقة حاولت كشف الخلل في مسيرة الضباط الأحرار ومدى التغير الذى حدث فى شخصياتهم وأثر اعتلاء سدة الحكم عليهم ، وهذه الرباعيات التي يعتبرها الكثيرون من المثقفين والمتابعين للحركة الأدبية بل والعامة أقوى ما أنتجه فنان معاصر فى مصر لأنها اوجزت بفلسفة بسيطة وعميقة واقع عصر عاشته مصر وادى لتبعيات متلاحقة..
وقصائد متنوعة من أشهرها قصيدة “تراب دخان ” التي ألفها في أعقاب نكسة 1967م

صدمة واكتئاب

“قتلوه من التعذيب وقالوا انتحر..
فكرت لحظة وقلت: آه يا غجر!..
لو جنسكم سبناه يعيش في الحياة..
اللي انتحر راح يبقى جنس البشر!”

ومن العوامل التى أدت لاكتئاب صلاح جاهين مفاجأة النكسة
والتى سميت نكسة( 5يونيو فى مصر) (حزيران فى سوريا) و(الايام السنة فى إسرائيل) في عام 1967م وقد إصابته النكسة بصدمة قوية أدخلته فى حالة اكتئاب حادة لازمته لآخر أيامه وأثرت على إنتاجه الفنى وأدت لابتعاده عن كتابة الاغانى والأناشيد الوطنية وتفرغ للتأملات الشعرية وتبلورت فى رباعياته الشهيرة
وقد سأل عن اكتئابه فقال كنت قد كتب اغنية لحنها كمال الطويل لتغنيها أم كلثوم عشية 5يونيو تقول
راجعين بقوة السلاح
راجعين نحرر الحمى
راجعين كما رجع الصباح
من بعد ليلة مظلمة
وجاءت النكسة على النقيض من كلمات الأغنية فلم يحتمل قلبه الرقيق المفعم بحب مصر فأصيب بالأكتئاب حتى وافته المنية …

زيادة الاكتئاب

كانت وفاة الرئيس عبد الناصر فى سبتمبر عام 1970هي السبب الرئيسي لزيادة حالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم ، حيث لازمه شعور بالانكسار لأن جمال كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر وأم كلثوم هرمها الرابع ، و لم يستعد بعدهما جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل.

رحيل المبدع

ففى 21 ابريل عام 1986م وعلى أثر تناول جرعة كبيرة من حبات المنوم الذى كان يتناوله لعلاج الاكتئاب …
أدت لوفاته وهو ابن السادسة والخمسين من عمره تاركًا وراءه إرثًا شعريًا وسينمائيًا متنوعًا خلد ذكراه حتى الآن.

كلمة اعماله

ورحل أحد (الاهرام) شاعر (الرباعيات) بعد أن قال (صباح الخير) يا (روزاليوسف) تاركا (شفيقة ومتولى )(هى وهو )ومعهم( 4بنات وولد ) و(أميرة حبى أنا ) فهى (ايزيس ) التى لها( لغز الملكة شهرزاد )وانا وهى مثل( قيس وليلى) رحل راكبا (حمار شهاب الدين) بعد أن جلس طويلا على( قهوة النشاط) يدير ( الفهامة ) ويتفلسف مثل ( الغلباوى ) تركهم بين (المماليك) لحراستهم من( اللص والكلاب) عند (العتبة الخضرا) وقال باللفظ (خلى بالك من زوزو ) أنها( عروستى )كما قالت (الخاطبه) فهى تنتظر( الشاطر حسن)أنا صلاح جاهين (قاهر الاباليس) ولكنى تأخرت قليلا لانى انتظر (صحصح لما ينجح )ويهبط ب (الاسانسير ) وهنا جاء (الابن الضال) برفقة( جميلة بوحريد) فهى (شهيدة الحب الآلهى) إلى ايزيس لتقابله فى( الليلة الكبيرة ) بيدها (اللعبة) فقد إصابتها (رصاصة فى القلب) بعد أن أحبتنى أنا (الإنسان الطيب) وجلست تنتظرنى فى (دائرة الطباشير القوقازية) فهى تقول (أنا هنا ياابن الحلال) فمر عليها( الغلباوى) وقال (لا وقت للحب )(فالحرافيش) فى( القاهرة فى ألف عام) يبكون على( موت أميرة )فقالت أنا عارفه( الزير وغطاه) وغنت( طار فى الهوى شاشى وانت ماتدراشى )…
كل الشكرللهراجع التى رجعت لها والمصادر التى استقيت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى