سلامة حجازي يكتب: الإمبريالية الصهيونية والدول العربية
بقلم: سلامة حجازي
يسعى الكيان الصهيوني للهيمنة والسيطرة الإقليمية والعالمية، رغم كل الحروب و الجرائم التي ارتُكبت في حق الإنسانية، بمساندة ودعم أكبر قوة اقتصادية وتكنولوجية في العصر الحديث وهي الولايات المتحدة الأمريكية، ولأن الصراع بين بني البشر يتمحور في السلطة والنفوذ والمصالح الاقتصادية والسياسية فقد نجح عدونا الصهيوني في أن يمتلك أذرع قوية بالتعاون والانسجام مع الولايات المتحدة.
حيث سيطر الكيان الصهيوني على عدة دول إفريقية فقيرة من خلال تبادل العلاقات معها _تطبيع_ لتعزيز العلاقات الاقتصادية على حد قولهم.
بينما اتجهوا في الآونة الأخيرة للوطن العربي، حيث تحسين صورتهم أمام أوطاننا العربية؛ مؤكدين على أنهم أُناسٌ مُسالمون ولا مانع من إقامة شعائر المسلمين وأيضاً المسيحيين لديهم، وأن بينهم مسلمين ومسيحيين يعملون بهيئات ومؤسسات حكومية بدولتهم المزعومة، وأن العدو الحقيقي للعرب هم الفُرس _إيران_ وليست إسرائيل بحسب زعمهم.
حيث يروجون لنا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قاطني دولة الاحتلال يتحدثون “العربية” بطلاقة ويشتهون الأكلات العربية وأنهم من محبي التراث الفني العربي وخاصةً المصري، ولكن الحقيقة يا سادة أن ذاك الكيان الغاصب صراعه الحقيقي مع العرب وليس أي عرقٍ آخر، والدليل على ذلك أن هناك تفرقة عنصرية بين اليهودي العربي _وخاصةً يهود 48_ واليهود الأصليين وذاك معلوم لدى الجميع. كما أن الأمازيغ والأكراد يتمتعون بكامل حقوقهم هناك ولأنهم بكل بساطة ليسوا عرقًا عربيًا.
الكيان الصهيوني و الدول العربية.
يؤسفني أن أرى تسارع الحكومات العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني حيث بدأت دولتي الإمارات العربية والبحرين بالتطبيع العلني مع دولة الاحتلال بتاريخ 13 أغسطس 2020 لتكن وصمة عار في جبين العرب، على الرغم من أن الإمارات ليس لها أية مكتسبات من وراء هذا التطبيع.
ثم تلحِق بها دولة السودان الشقيقة في نفس العام بتاريخ 23 أكتوبر 2020 بجحة أن الإدارة الأميركية سوف تقوم برفع العقوبات عنها. بينما أكد جنرالات السودان أنه لا بد من الاندماج مع المجتمع الدولي، وأن إسرائيل ستكون شريكاً استراتيجياً في نهضة السودان اقتصادياً بعدما تردت الأوضاع المعيشية بها، ولكن وبحسب محللين سياسيين وخبراء أكدوا أن جنرالات السودان بحاجة لغطاء سياسي لذا وجب التطبيع.
و بنهاية العام 2020 قد حذت “دولة المغرب” حذو الدول سالفة الذِكر، بالتطبيع أيضاً بوساطة أمريكية لكي تعترف بأن الصحراء الغريبة ملكاً لدولة المغرب وتحت سيادتها، وكان هذا تبرير الحكومة المغربية لشعبها وأكدت أنه لن تكون هناك سفارة لدولة الاحتلال بالمغرب وسيكون مكتب اتصال فقط.
وبما أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن فإن تداعيات تلك التطبيع لم تمر مرور الكرام، خاصةً من جانب دول المغرب العربي، وعلى رأسهم دولة الجزائر التي استنكرت تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. حيث تعتبر الدول الثلاث ممن يمتلكون مبدأً تجاه القضية الفلسطينية لا يختلف عليه اثنان فكان ذاك التطبيع هو الأغرب وعلى غير المتوقع، كما أن الشعب المغربي استنكر أيضاً ما فعلته حكومة المغرب موضحين أن ما حدث هو تفريط في القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق.
على الرغم من تخلي تلك الحكومات عن القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من الترويج المستمر لتحسين صورة الكيان الصهيوني للعالم وخاصة استهداف الوطن العربي داخل أروقة السوشيال ميديا إلا أن الشعوب العربية لازالت ترفض تطبيع العلاقات والاعتراف بالكيان الصهيوني، وهذا يعطينا أملًا في الأجيال القادمة في ترسيخ الحفاظ على مقدساتنا والتمسك بها، وأن قضيتنا الأولى هي القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى من أيدي مَن دنسوه وأن اليهود هم العدو الأزلي للعرب والمسلمين حول العالم ومهما فعلوا فلن يغيروا معتقداتنا تجاههم حتى تقوم الساعة.