نظرة إيجابية ( العدد الثاني)
بقلم/أ مروة جاد
يأتي الطفل ليغير حياة من حوله ليعلم أفراد أسرته الصبر والهدوء وعدم التسرع والغضب وكذلك يعلمهم النظام في عصر السرعة والتكنولوجيا وعصر الماديات.
فما بالك بطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ؟؟
أعترف
أن لكل أهل طموحهم ونظرتهم المستقبليه لطفلهم أما إذا كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فتكون النظرة مبهمة والمستقبل غامض، ولا ألومهم علي ذلك فالحياة صعبة وضغوطها لا ترحم .
ولكن
حين ترفض الأسرة الطفل ولا تتقبله فهي لا تدرك رسالتها المهمة في الحياة تجاهه وتجاه أمثالة وبذلك تضع نفسها في صراع وحزن ويصبح الطفل عبئا علي تفكيرها ويصبح التفكير سلبيا….
للأسف الاعتقادات الخاطئة شائعة فالسؤال الأول الذي يطرحه الوالدين قبل التسجيل بالمدرسة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
من هم زملاء ابني بالصف؟
ما هو شكلهم؟
هل هم داون؟
هل هم توحد؟
كل تلك الأسئلة لا يوجد بها سؤال يستفسر عن منهج المدرسة و عن الخدمات العلاجية التي تقدمها والبرنامج الفردي.
هذه الأسئلة تنم عن جهلهم وعدم إدراكهم فهم لا يدركون أنهم ينظرون للمختلف بسلبية وإذا لم تتغير نظرتهم السلبية لن يتعلموا ولن يعلموا غيرهم وسينظر الآخرون اليهم والي طفلهم بسلبية وتمييز.
أما
عندما تتغير تلك النظرة السلبية للطفل ومن مثله فإن حياة هذه الأسرة ستتغير بشعورها بالمسؤولية تجاهه وتجاه كل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وسوف تسعى للدفاع عن حقوقه.
نصيحتي للوالدين
الإعاقة منحة وليست محنة أو عقاب بل هي اختبار ووسيلة لدخول الوالدين إلي الجنة، عندما سؤل فضيلة الشيخ الإمام الشعراوي عن حكمة الله في خلق المعاق وكان رده: ( أن الله خلقة كآية من آياته لينظر الية المعافى ويحمد الله علي نعمة)
ليس معني أنكم أرسلتم طفلكم لمدرسة خاصة أنكم مهتمون وليس معني أن توفروا لهم الخدمات العلاجية أنكم مدركون.
الاستسلام وعدم إيمانكم بقدرة طفلكم على التطور والاتكال على جهود الأخصائيين لن يفيدكم ولن يفيد طفلكم، فعلى الرغم من الضغوط النفسية والمادية التي تعانونها إلا أنه يجب أن تدركوا دوركم في تطور طفلكم والمشاركة في وضع برنامج تربوي له، فلكي تحصلوا علي الفائدة الكاملة بأقصر وقت لا بد من المتابعة الدائمة للطفل كنت أقول للأهل كأخصائية : ابنك عندي جلسة طال وقتها أو قصر وهو معك الوقت الأطول انا أدرب علي الهدف وانتم من عليكم التأكيد والتكرار.
كم من أمثلة تضرب لمن تحدوا إعاقتهم وأصبحوا أمثلة يحتذى بها ومنهم:
• ستيفن هوكينج عالم فزياء ( مصاب بمرض التصلي الجانبي)
• كريس بورك (من أبطال متلازمة داون)
• هلين كلير اديبة ومحاضرة ( فقدت البصر والسمع والنطق في سن 18)
• طه حسين دكتور الادب (فقد بصرة)
• أديسون مخترع المصباح الكهربي ( ذوي صعوبات التعلم وتشتت الانتباه)
• أينشتاين عبقري الفزياء ( متلازمة اسبرجر من التوحد)
• دانيال تاميت ويسمي بالنابغة تميز بقدراته الفائقة في الحساب وكان توحدياً .
وغيرهم كثيرون .
يقال العقل السليم في الجسم السليم ولكن ما أثبته هؤلاء العباقرة ينفي ذلك تماماً وكلهم لم يكونوا بجسم معافى ولكنهم عظماء من طراز رفيع وورائهم والدين ومجتمع نظر لإعاقتهم بشكل إيجابي
فلنبدأ أولاً بالنظرة الإيجابية.
وإلي اللقاء في عدد جديد.