بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
مقالات

طابا المصرية أجمل بقاع العالم

كتب/مجدى الكومى

نتجول مع خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار نتحدث عن جزيرة المرجان وقلعة صلاح الدين وهما من أهم معالمها.
هناك إحتفالية كبرى هذا العام بعودة طابا حيث سيزور المنطقة عدة وزراء ويرصد معالم أشهر المواقع الأثرية والسياحية بطابا وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا التى تقع عند رأس خليج العقبة وسط جزيرة مرجانية تعد منطقة الغوص الثانية فى سيناء بعد رأس محمد وتبعد القلعة ٢٥٠م عن شاطئ سيناء، ١٠كم عن ميناء العقبة، وأطلق على جزيرة فرعون عدة أسماء منها جزيرة المرجان، جزيرة جراى، ويطلق عليها أهل سيناء ثلاثة أسماء القلعة والقليعة والقرية، مساحتها ٣٢٥م من الشمال إلى الجنوب، ٦٠م من الشرق إلى الغرب. ويوضح الدكتور ريحان أن جزيرة فرعون تضم فنار بيزنطى وكنيسة وقلعة إسلامية كانت حائط السد والنقطة الحصينة التى دافعت عن مصر ضد الفرس والصليبيين، وتتكون الجزيرة من تلين صغيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط وتحوى الجزيرة منشئات بيزنطية تشمل فنار فوق التل الجنوبى وكنيسة بالسهل الأوسط وأدرك صلاح الدين أهمية موقع الجزيرة الإستراتيجى بعد مروره عليها أثناء حملته على الشام عام ١١٧١م فأنشأ عليها قلعته الشهيرة. وقد أنشأ الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى فنارًا بجزيرة فرعون لإرشاد السفن التجارية فى خليج العقبة لخدمة التجارة البيزنطية عن طريق أيلة يقع بوسط حصن أنشئ على التل الجنوبى بجزيرة فرعون والذى إستغله صلاح الدين حين إنشاء قلعته بالجزيرة كتحصين جنوبى للقلعة ويشير الدكتور ريحان إلى انه كان هناك وجود لحامية بيزنطية من الجنود بجزيرة فرعون لحراسة الفنار وكانت لهم أماكن معيشة وغرف حراسة حول هذا الفنار فى مبنى محصّن مساحته ٢٢م من الشرق إلى الغرب، ١٣م من الشمال إلى الجنوب مبنى من الحجر الجرانيتى المقطوع من نفس التل وبلاطات من الحجر الجيرى فى الأسقف وموقع الفنار وسط المبنى مساحته ٧،٥م طولًا، ٤،٨٠م عرضًا على يمينه سكن خاص لقائد الحامية البيزنطية وعلى يساره غرف حراسة وإقامة للجنود.
ولقد أعيد إستخدام هذا المبنى فى عهد صلاح الدين الأيوبى كتحصين جنوبى لقلعته وأحاطه بسور دفاعى وكان لجنود الحامية كنيسة تم إكتشافها بالسهل الأوسط بنيت من الحجر الجيرى المشذّب ومادة ربط من الجير وعثر على الكنيسة كاملة بأحجار البناء وعليها كتابات يونانية ورموز مسيحية ولم تتعرض لأى سوء بعد إنشاء صلاح الدين لقلعته بالجزيرة. ويؤكد الدكتور ريحان أن القلعة تعد قيمة تاريخية وثقافية هامة وتحوى منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة إجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه القلعة وإستخدام مواد بناء من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أى كان بناؤها تفاعلًا بين الإنسان والبيئة كما حرص صلاح الدين على إختيار موقع إستراتيجى فى جزيرة فرعون وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الإنحدار فيصعب تسلقه. ويصف الدكتور ريحان معالم القلعة بأنها تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضى والحاضر والمستقبل وتتمثل العناصر الدفاعية بالقلعة فى سور خارجى كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالى ويخترقه ١٤ برج من بينها برج للحمام الزاجل، وتحصين جنوبى صغير، ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى، ويدعّم هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين فى المواجهة وقائم الزوايا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت فى أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل. وينوه الدكتور ريحان إلى إنجازات الآثار بالقلعة حيث قامت هيئة الآثار المصرية عام ١٩٨٦ بأعمال حفائر شاملة بالقلعة كشفت عن أساسات الأبراج والمنشئات الدفاعية والمدنية والدينية وبناءً عليها تمت أعمال الترميم طبقًا للأصول الأثرية باستخدام نفس الأحجار المتساقطة من مبانى القلعة وأصدرت كتاب عن تاريخ القلعة وعناصرها المعمارية عام ١٩٨٦ كان ضمن الوثائق التاريخية التى أكدت حق مصر فى طابا، كما قامت بأعمال حفائر متتابعة مواسم ١٩٨٨/١٩٨٩ كشفت عن أهم الآثار التى أكدت تاريخ بناء القلعة فى العصر الأيوبى ومنها لوحتين تأسيسيتين، لوحة إنشاء فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء تحصينات وسور دفاعى بها، كما قامت وزارة الآثار بأعمال ترميم وتطوير للقلعة إفتتح فى عام ٢٠١٢ تضمن حماية أسوارها الخارجية وترميم خزان المياه وتوفير إستراحات خشبية من برجولات لراحة الزائرين وتأمين الصعود إلى القلعة وخطة إضاءة شاملة تتيح إضاءتها ليلًا لتظهر بأجمل صورة ومؤخرًا تم تجديد شبكة الإضاءة بالقلعة فتظهر القلعة لروادها فى ثوب جديد كتاج ملكى يزين رأس خليج العقبة.
حقا ما أجملك يامصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى