مخاطر فتحاوية قبيل وقت قصير من الانتخابات التشريعية
يارا المصري
أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس عباس يعترفون بأن الوضع الحالي محفوف بالمخاطر ، حيث تتنافس فتح ضد مرشحين من داخل وخارج الحركة يفكرون في توحيد صفوفهم بشكل يهدد قيادة رئيس السلطة الفلسطينية.
إلى جانب إدراك أن منصب عباس كرئيس مهدد بشكل متزايد بسبب الغموض المتزايد الذي يحيط بوحدة فتح قبل الانتخابات ، هناك أصوات تدعو إلى تأجيل الانتخابات لبضعة أشهر ، حتى يمكن تقييم مخاطر إجرائها بشكل أكثر دقة.
وأمام خيار تأجيلها أو إلغائها أو المضي فيها بفتح موحدة تتأرجح الخيارات أمام السلطة الفلسطينية التي لم تحسم بعد المطلب الجماهيري بتوحيد صفوف حركة فتح، فنحن أمام خمس سيناريوهات لحركة فتح قائمة لفتح التي تمثل محمود عباس وثانية لناصر القدوة عضو مركزية فتح الذي يسعى لتشكيل قائمة انتخابية في إطار تجمع ديمقراطي واسع يضم مختلف شرائح المجتمع ، وثالث لنبيل عمرو مع مجموعة من المستقلين ورابع لمحمد دحلان زعيم التيار الديمقراطي وخامس برئاسة مروان البرغوثي ..
وكل تلك السيناريوهات بها شخصيات يحاجج كلٌ منهم الآخر بفتحاويته وهذا التشرذم الفتحاوي حذرت منه دول عربية وأوروبية محمود عباس ولكنه حتى اللحظة لا يرى إلا ما يريد أن يريه للناس وبالتالي فنحن في أكثر أوقات الذروة اشتعالاً ففتح في طريقها للقسمة على خمسة أو أن يكون ذلك تكتيكاً تلجأ إليه حركة فتح كنوع من الخدع الانتخابية.
وبينما تتركز الأنظار على حالة الاستقطاب داخل حركة فتح سربت حركة حماس سيناريوهاته الخاصة بالانتخابات والتي أبرزها أنها لن ترشح قيادات الصف الأول فيها وستكتفي بقيادات الصف الثاني والثالث وربما تلجأ لشخصيات وطنية ومستقلين والتفسير الأقرب لمثل هذا القرار هو ادراكها بخطأ ما فعلته في تجربة انتخابات ٢٠٠٦ رغم فوزها الكاسح فيها فهي ترى الآن أن قيادات الصف الأول في حركة حماس يجب أن تبقى في إطار المشروع المقاوم بعيدا عن مشروع الحكم وأن ثقل حماس في المقاومة يتطلب أن تبقى قيادات صفها الأول بعيدة عن المشهد السياسي الأمر الذي سيعطيها قوة أكثر وسيضمن لها الموازنة بين العمل المقاوم والعمل السياسي.
أما السيناريو المشترك بين فتح وحماس والذي لازال قائما وبابه ظل موارباً ولم يغلق بعد ، فهو سيناريو القائمة المشتركة التي تضمن للحزبين الفوز في الضفة وغزة وتضمن لهم المشاركة السياسية التي يريدها الطرفان وبالتالي فالأيام القادمة ستحمل لنا الخبر اليقين الذي ربما ينسف كل التوقعات في اطار احتدام التنافس على صوت الناخب الفلسطيني.