بالتعرض للإشعاع ناسا تساوي بين الرجل والمرأة

   

دكتور إيهاب محمد زايد مصر

عندما تسافر إلي الفضاء فإنك تتعرض إلي جرعات إشعاعية من خارج الأرض بين الكواكب علاوة علي الطاقة الإشعاعية من الأرض نفسها.

كان المعمول به قبل هذا الشهر أن هناك جرعات مخصصة للمرأة وجرعات للرجل تغيرت هذه المعايير فمعايير ناسا الجديدة للإشعاع لرواد الفضاء يُنظر إليها على أنها مجال تسوية للنساء والرجال أنيل أوزا جون متدرب في “أصوات متنوعة في الصحافة العلمية” بقسم الأخبار في العلوم الأمريكية أشارت إلي أنه أيدت لوحة الشريط الأزرق خطط وكالة ناسا لمراجعة معاييرها الخاصة بتعريض رواد الفضاء للإشعاع بطريقة تسمح للنساء بقضاء المزيد من الوقت في الفضاء.

شجع تقرير أصدرته الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب ، والذي صدر في 24 يونيو2021 ، وكالة ناسا على المضي قدمًا في خططها لاعتماد معيار جديد يقصر علي جميع رواد الفضاء التعرض لـ 600 ملي سيفرت من الإشعاع خلال حياتهم المهنية. الحد الحالي هو مقدار الإشعاع الذي يرتبط بزيادة بنسبة 3٪ في خطر الوفاة بسبب السرطان الناجم عن التعرض للإشعاع – وهو معيار يفضل الرجال وكبار السن الذين تقل احتمالية إصابتهم بالسرطان بسبب الإشعاع. سيقتصر المعيار المقترح على جميع رواد الفضاء بالجرعة المسموح بها لامرأة تبلغ من العمر 35 عامًا.

تتماشى التغييرات مع البيانات الحالية وتضع النساء على قدم المساواة مع الرجال، كما يقول هيدفيج هريكاك ، اختصاصي الأشعة في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان ورئيس اللجنة التي كتبت التقرير. وتقول: “لا يوجد دليل على وجود اختلاف كبير بين الجنسين في التعرض للإشعاع ، وما يرتبط به من مخاطر الإصابة بالسرطان”.

يأتي المعيار الجديد في الوقت الذي تستعد فيه ناسا لاستكشاف جديد للقمر ، وفي النهاية ، مهمة إلى المريخ. يقول بول لوك ، خبير الصحة البيئية في جامعة جونز هوبكنز ، والذي لم يكن عضوًا في اللجنة ، إن التغيير يجب أن يزيل الجنس من قائمة العوامل المستخدمة لتحديد من يتم اختياره لتلك المهمات. يقول: “لن يتم معاقبة النساء لأنهن ، في ظل النموذج القديم ، معرضات لخطر أكبر”.

في حين أشاد بعض الخبراء بنوايا ناسا ، يشعر آخرون بالقلق من أن الاقتراح يتجاهل التعقيدات والشكوك المتعلقة بالسفر في الفضاء السحيق. “أعتقد أنهم جمعوا أفضل البيانات التي لديهم. ولكن مرة أخرى ، أعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث ، “كما يقول ألبرت فورنيس ، عالم الأحياء الإشعاعية في جامعة جورج تاون. مع وجود عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين سافروا خارج مدار الأرض المنخفض ، فإن معظم البيانات الخاصة بتحديد حدود التعرض للإشعاع في الفضاء تأتي من الناجين من القنابل الذرية في اليابان ودراسات عن أشخاص ، مثل عمال مناجم اليورانيوم ، الذين يعملون في ظروف عالية التعرض للإشعاع .

يضيف فورنيس أن المهلة الطويلة للرحلات إلى المريخ تمنح العلماء أيضًا وقتًا لتطوير طرق لحماية رواد الفضاء من مستويات أعلى من الإشعاع.

لا يتفق فرانسيس كوتشينوتا ، عالم الفيزياء الحيوية بجامعة نيفادا ، لاس فيغاس ، مع دعم التقرير لمستوى جرعة واحد. بدلاً من ذلك ، يعتقد كبير العلماء السابق لبرنامج إشعاع ناسا أن الإنصاف يجب أن يأتي في شكل مخاطر متساوية بدلاً من جرعات متساوية من الإشعاع.

يقول كوسينوتا ، “[يبدو] أنهم سيتجاهلون العلم ويحاولون جعله مريحًا للجميع” ، مشيرًا إلى أن العمر والجنس والعرق تؤثر على خطر إصابة الفرد بالسرطان ويجب أن تكون عوامل عند تحديد مقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه رواد الفضاء في الفضاء. “عندما يتم اختيارهم ليكونوا رواد فضاء ، هناك الكثير من الأشياء التي لا تتساوى فيها – فهي تعتمد على القدرة على الأداء. لكنهم لا يطبقون هذا النموذج هنا “.

سيبقى كوسينوتا مع زيادة بنسبة 3٪ في خطر الموت بسبب السرطان. بالنسبة لمهمة المريخ ، والتي من المتوقع أن تعرض رواد الفضاء لـ 1000 ميلي زيفرت ، يقترح رفع هذا الخطر الأقصى إلى 5٪ بعد إجراء بحث حول الإجراءات المضادة ووزن العلامات الجينية التي تقلل من خطر إصابة رائد الفضاء بالسرطان.

على الرغم من عدم التخطيط لمهمة إلى المريخ لعقد آخر ، إلا أن ناسا تريد أيضًا تحسين كيفية إخبار رواد الفضاء بالمخاطر. على وجه الخصوص ، اقترحت الوكالة استخدام ضوء توقف ، نظام مرمّز بالألوان – باستخدام اللون الأخضر لمن هم في أدنى خطر ، والأصفر لمن لديهم مخاطر أعلى ، والأحمر لأولئك الذين قد يتجاوزون حد الإشعاع مدى الحياة. سيُطلب من أي رائد فضاء في مهمة يتوقع أن تتجاوز الحد المقترح التوقيع على تنازل.

تخشى آن بوستروم ، وهي خبيرة اتصالات المخاطر في جامعة واشنطن ، سياتل ، والتي عملت في اللجنة ، أن مثل هذا النظام قد لا يكون قادرًا على نقل مثل هذه المعلومات المعقدة. يقول بوستروم: “في بعض الأحيان ، إذا كان الأمر شديد التبسيط ، فإنه يجعل الناس يتجاهلون الفروق الدقيقة التي قد يروها لولا ذلك”. “لذا تحتاج [ناسا] حقًا إلى اختبار هذا.”