الوعي قضية وجود وليس ترفاً بقلم الإعلامي يوحنا عزمي
بقلم الإعلامي يوحنا عزمي
صحيح لكن هل يوجد آلية لصناعة الوعي ؟! ..
نعم يوجد وسنبين قدر الإمكان .. لكن مهم أن نعلم أن هذه الآلية تحتاج إلى قادة مفكرين مؤمنين بالقضية مدركين خطورة التقاعس عن خوض هذه المعركة وحتمية الانتصار فيها ، قبل ذلك عندهم رؤية واضحة وقدرة على التنفيذ يتمتعون بالموهبة لديهم ملكات تستطيع تحريك الوجدان والعقل معا ..
أيضا لابد من توفير الأموال الكافية فالقضية مهمة بالفعل وتستحق .. الرئيس وعد بذلك .. إذن مطلوب أولا تحديد المفاهيم بشكل دقيق ، ثم لابد من وجود هيئة قادرة على التخطيط والتنفيذ ..
القضايا التي تشكل الوعي …
ستكون بمثابة دستور صغير يضعه القائمون على قضية الوعي نصب أعينهم عند صياغة آلية التنفيذ ، هذه بعض منها :
– قداسة الوطن
– الانتماء
– التعايش
– احترام القانون
– احترام حقوق الآخرين
– احترام الملكية العامة
– الحرية: لابد من وضع تعريف دقيق لمفهوم الحرية وهل لها سقف محدد أم أنها مطلقة ، يوجد خلط شديد حتى لدى بعض المثقفين حول مفهوم الحرية .
– قيمة العمل: التركيز على أن العمل شرف أيا كان حجمه وموقعه .
– تعديل بعض السلوكيات الخاطئة كالمغالاة في مهر العروس التعامل مع القمامة بشكل حضاري ، عدم الإزعاج باستخدام مكبرات الصوت في المساجد ، الحرص على النظافة بشكل عام ، الرصيف ملك للمارة وليس لأصحاب المحلات .. إلخ
– هذه الآلية والأدوات :
التعليم:
ضرورة عودة مسابقات الوعي القومي وطابور الصباح وتحية العام وكلمة الطابور التي تركز على هذه المعاني .. المدرسة هي اللبنيه الأولى لتشكيل الوعي المنضبط لمشروع المواطن الصالح في المستقبل .. نستطيع لو امتلكنا الإرادة.
التليفزيون الحكومي والخاص:
تليفزيون الدولة وحده لا يكفي ولا بد من دخول القطاع الخاص .. رأينا نماذج مبهرة في أعمال درامية سمعت لدى كل المصريين وحتى غير المصريين “الممر – الاختيار – الطريق إلى كابول – هجمة مرتدة .. إلخ “عودة الحياة إلى ماسبيرو يمكن أن تتم باستغلال المبني وتجهيزه باستديوهات حديثة تخدم القطاعين معا ، صدقني لا يوجد حل للإبقاء على المبنى التاريخي غير هذا ..
تطوير البرامج الحوارية باستضافة كبار المفكرين والمثقفين أصحاب الفكر المعتدل الرصين للتحاور في القضايا العامة ولتكن برامج مثل : المائدة المستديرة – حديث المساء .
المسرح والسينما :
توفير ميزانية معقولة لعودة المسرح مرة أخرى ..
التراجيدي والكوميدي معا .. هل معقول أن نظل نردد عددا محدودا من المسرحيات التي لها أكثر من 4 عقود ؟! ..
جدب وفقر غير مبرر ، لا بد من مشروع كبير لإعادة إحياء الأعمال الكوميدية ( مسرح – سينما – تليفزيون ) تعمل على تخفيف التوتر وتزيل الاحتقان وتجمع الأسرة وتقرب بين الناس ..
تشجيع المواهب الغنائية الشابة وعودة حفل أضواء المدينة مع التدقيق في اختيار الأصوات الجميلة التي لها قبول شعبي فقط والابتعاد التام عن الملوثات السمعية والبصرية التي طفحت علينا.
الثقافة الجماهيرية :
عدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة داخل قصور وبيوت الثقافة بل الدفع بقوة إلى عودة القوافل الثقافية بشكل مستحدث له شمولية .. فلابد من ذهاب المثقفين إلى المدارس والأندية الرياضية وليس الانتظار داخل بيوت الثقافة ، أما رعاية المواهب فهدف أصيل لهذه المؤسسة.
خطب الجمعة والتوعية الدينية في المساجد والكنائس :
تحتاج إلى التغيير بشكل جذري بما يوائم روح العصر وضرورة التخلي عن القصص المكررة التي حفظها الناس
عن ظهر قلب وفقدت فاعليتها ، تأثيرها مباشر وخطير .
المواقع الإليكترونية :
مهم جدا أن يكون لها نصيب في تقويم السلوكيات ونشر القيم ومحاربة الشائعات وتوضيح الحقائق ، يجب إلزام أصحاب هذه المواقع بالبرنامج وميثاق الشرف الذي تضعه اللجنة المشرفة.
مواقع التواصل الاجتماعي :
إغفالها يعد ضربا من الجنون .. فلا يوجد رجلا كان أو امرأة شابا كبيرا أو صغيرا ولدا أو بنتا إلا وتأخذ هذه المواقع جانبا كبيرا من حياته اليومية ، يمكن استغلالها بشكل فاعل في ترسيخ مفهوم الوعي.
لا أدعي أنني قدمت حلولا بل مجرد أفكار متناثرة هنا وهناك قد يصيب بعضها ويخطئ الآخر لكنها عموما مجرد محاولة .