نيتشه بقلم : رشا محمد الكاتبة والشاعرة السورية
نيتشه
بقلم : رشا محمد الكاتبة والشاعرة السورية
عِندما نقِفُ أمامَ فيلسوفٍ كـَ نيِتشه ،لا بدَ لنا أن نَغوصَ في المعقول واللامعقول في الممكن واللاممكن ،في الجنون واللاجنون
نرى كيفَ تعاطى مع الفلسفة بأسلوبٍ مُختلف ومنظور ٍ مُختلف عن الآخر والآخر الفيلسوف
لقد خلقَ نيتشه فلسفته الخاصة وهدمَ الكثير من الأسس الفلسفية الراسخة واعتبرَ أنَ الحياة جملة من الفلسفات التي لا يمكن أن تُفهم إلا بـِ ضبطها من خلال اضرامها وقلبها ضِمنَ قوالب انسانية مُتطورة
مما يعطيها قالباً فنياً حَديثاً حيثُ يقول : ” الفن أعلى قيمة مِنَ الحقيقة ”
فِكرُ نيتشه ليسَ وجوديا ً وليس عدمياً
هوَ عبارة عن راصدٍ للقيم ومُترصدٌ لانهيارها
لـِ يقرأ المعنى ….
فـَ تفكيك القيم ليـسَ دعوة إلى الهـَدم
بـِ قدر ِ ماهوَ قراءة وتامل في أنقاض ِالعقـل , ونقائض ِالواقـع
هذهِ الشذرات هيَ نتاج الواقع نتاجُ العصيان على الواقع، والواقع عبارة عن طبيعة وجملة من الكائنات الحية والأفعال ،والأفعال بـِ حاجةٍ لـِ تحليل وتأمل للوصول ِ إلى نتيجة حَية .
لا شكَ أنَ ” نيتشه ” مُفكرٌ وجدَ في التفكير وحده كل نشوته وَ عذابه وَ بهجته وَ ألمه
وَ يكفي أن نطلِعَ على فقرةٍ واحدة مما كَتب
وَ أن نتذكرَ تلكَ العِبارة التي قالها في ” إرادة القوة ”
” إنَ الفكر هوَ أقوى شَـيء نجده في كل مُسـتوياتِ الحَياة ، وَ إن التفكير المُجَرّد لدى الكثيرين عناءٌ وَ شـَقاء
أما عِندي فهوَ في الأيام المواتية عيدٌ وَ نشوة ”
مَنْ يقرأ لـِ نيتشـه لا ينجو مِنْ زلزلةٍ تصيبه أو حمم ٍ تتناثرُ مِنْ بركانه
إنها لعنته ,.
قصة طويلة مع نيتشه تمتد بطول المسافة من “التوعية” إلى الوعي
من “التلقين” إلى “الاكتشاف” ..
ومن الاتكاء على جدران صلبة ، إلى اختيار الريح مسنداً ومتكئاً ووسادة ..
نيتشه حمل عقله (وحملني معه) ليقضي بالإعدام على ما دون العقل منزلاً ومنزلة ..
قضى على كل العبوديات ، لكنه ألقانا رهائن عبودية جديدة هي “عبودية العقل” .. ومن ثم “القوة” .. لذلك كان منطقياً أن يخرج من جيبه هتلر وموسوليني وحتى “ستالين” الذي اعترف بتأثيرات نيتشوية عليه ..
كان صعباً أن أجبر عقلي على رفض نيتشه .
“ما الإنسان إلا كائن يجب التفوق عليه” هكذا قال .
لقد أتعبَني هذا الفكر وَ سوفَ يأتي زمانٌ ” وَ هوَ قريب ” يتعبُ فيهِ الفكرُ مِن ذاته
رأيتُ بَعضَ الشُعَراءِ يَتجولونَ عَن ِ الشِعر وَ يوجهونَ النقمَة َ إلى ما كانوا عليه
وَ رأيتُ مَنْ يقدمونَ كَفارَة َ الكُفر
وَ ما نشَأ هؤلاءُ المُفكرون عَنْ ضلال إلا بَينَ الشُعراء. ”
هكَذا تكلمَ زارا دشت. .
أهمِ مؤلفاتِ نيتشه
هكذا تكلمَ زارادشَـت.
ماوراء الخير والشر.
إرادة السُـلطة.
وَ إلى الآن وَ أنا حائرة هل أصفُ هذا الرجل بالفيلسوف الحَكيم أم المَجنون
كم يُدهشني جنونهَ.
