متى أستريحُ قصة قصيرة
متى أستريحُ قصة قصيرة
— بقلمي أشرف عزالدين محمود
حنينَ.. وبكاءَ ..تسكّعَ والروح كمدينةٌ مهجورةٌ…هل هناك من أحد يعيد إليها ما فقدته-هل من أحد يعيد ترميمها..؟
امسك هاتفي واشعل ازراره الجرس يرن..ويرن ولا أحدَ…- افكر في أن ارسل رسائل ولكن لا عنوانَ لأصحابها ..لا أعرف …كي أمنع زحفَ الخريفِ فوق المساحات الخضراء المتبقيةِ من عمري والزمن…ماذا أفعلُ حتى أقنعَ قلبَي اللجوجَ فكلَّ ما أفعلهُ حماقات..احاول جاهدا أن اقول لنفسي أنني لمْ أعدْ بحاجةٍ لوثيقة سفرٍ فلقد حلقت كثيرا حول كلُّ مدنِ العالمِ ولكن على الورقِ شارعاً… شارعاً..بيتا ..بيتا .حتى تورمت أقدامي مشيا في الدروب الطويلة..كنت ساهمٌ في ركن من المقهى..حقا لا ادري متى أستريحُ…فما زلتُ – طولَ عمري – مشدوداً لكلِّ شيءٍ..بحبال الغفلة..مخدوعا بسراب الماء .. مجذوبا بأسلاكِ الدهشةِ…مازلتُ مبللا في قطرة المطر، وهي تتساقط في ثنايا المدينةِ …نعم ..ما زلتُ وحيداً في الدروبِ المزدحمةِ..الضاجة..الصاخبة ضاجاً كلحنٍ ناقصٍ
..لا أعرف حقيقة إلى أين أتجهُ بأحزاني إذن!؟ اعتدتُ أن فتح نوافذَ للهواء داخل صدري ..لرياحِ المفاجأت التي تحوطني من كلِّ جانب..اصبحت كنافورةٌ متفجرةٌ، في حديقةٍ عامةٍ…أقررُ أن أرسمَ على أغصانِ أوراقي وانتظرُ ليتفتح لي غير مهتم او ملقي بالا بنظراتِ الحارس،ِ ووخزِ الأشواكِ، ملتذاً برحيقِ…الأزهار وهو يسيلُ على سياجِ الحديقة *..كي أستريح ؟